في مختلف مواقف الحياة نحتاج لاتخاذ قرارات حاسمة لا تحتمل التأجيل، أو التسويف، وقد نلجأ في أغلب الأحيان إلى التعامل مع العلقم على أنه سكر.
تذكرت تلك المقولة وأنا أغادر عيادة الطبيب بعد شهرين من إجراء عملية جراحية حاسمة ستغير مسار حياتي صحيا، فقد كانت نصائحه تؤكد أننا نحتاج لأن نتعامل مع بعض الحقائق المؤلمة في حياتنا على أنها إيجابيات، لندرك يقينا أننا بعد بعض الألم والصبر نجد الراحة والطمأنينة، وهذا ما يحدث في أغلب الأحيان مع بعض المواقف والأحداث التي نعتقد أننا قد لا نوفق فيها أو لا نتجاوزها.
نفشل في كثير من أمور حياتنا، إما لأننا استصعبنا الإقدام على كثير من الأمور بحجة الخوف من الفشل، أو أننا سمعنا من محيطنا أن الأمور معقدة وصعبة التحقق، أو أننا قد نخفق قبل أن نبدأ، أو حتى نخوض غمار التجربة.
في جزئيات كثيرة من حياتنا نتردد، وندور في حلقة مفرغة نأخذ ولا نعطي، وفي النهاية يكون لدينا كم من الإحباطات المتراكمة التي تعيقنا، ولا تؤدي بنا لنتيجة.
تعاملنا مع كثير من المواقف السلبية بركود، دون أن تكون لدينا القدرة على تحويلها لمواقف إيجابية، ترفع المعنويات، وتعزز العمل، وتدفعنا للمستقبل.
تعايشت في العديد من التجارب والمواقف مع نظرية العلقم والسكر، وأدركت أننا نحن من نصنع الحواجز في حياتنا، وفي علاقاتنا، وفي الخطوات الموصلة لأهدافنا، لأننا نريد الأمور أن تتحقق لنا على الجاهز، ونتجاهل أن المر يأتي بعده الحلو، وأن من يرى الأجمل في حياته، يمكنه بسهولة تجاوز الأسوأ.
استعرضت تاريخ العديد من العظماء والمفكرين وأصحاب الإنجازات والاختراعات ووجدت أن طريقهم لم يكن دائما مفروشا بالورد، فالشوك كان يقف لهم بالمرصاد، لكنهم تجاوزوه وعاشوا لذة الإنجاز، عندما اجتهدوا وعاشوا النجاح بكل تجرد وحيادية، وبحكم العقل والمنطق عش مواقفك الصعبة، وتجاوز الإحباط والألم والصعوبة، لأنك ستجد الأجمل والأفضل ينتظرك، الأهم هناك خيط رفيع يفصل بين الاثنين، وهناك إرادة وعزيمة تحقق ما تريده في حياتك.
@samialjasim1