@_lamaa83 |
يتخبّط الإنسان كثيرًا في طريق الحياة، حاملًا بداخلهِ مشاعر مضطربة، لا يملكُ لها وصفًا أو تفسيرا.
وأقسى ما قد يشعر بهِ المرّء أن يرجو الاحتواء مِمّن حوله، كأُذن صاغية تستمعُ له أو يد حانية تُربّتُ عليه أو كتِف ثابتة يستندُ عليها.
ويؤسفني أن هُناك في مجتمعنا من يجهل المعنى الحقيقي للاحتواء، وسبق لي أن تحدثتُ بذلك في كتابي الثاني (ما يُخبئه الألم) بنصٍ تحت عنوان "مفهوم العطاء" وكيف أن الأُسر قد تجهل الاحتواء وتفتقر لتطبيقه على أرض الواقع.
فهي شحيحةٌ بحنانها وعاطفتها على فلاذاتِ أكبادها، لأن منظورهم عن العطاء مقتصرٌ على الدعم المادي وعلى توفير سُبل الراحةِ لهم فقط، وهو بلا شكٍ عظيم!
لكنهم اكتفوا بذلك متجاهلين قيمة العطاء المعنوي وما قد ينجمُ عنه من أضرار جسيمة تنعكسُ سلبًا على سلوكهم وتحصيلهم وأهدافهم في شتى مجالات الحياة.
وقد شهِدنا حالاتٍ كثيرة كان مصيرُ أبنائها التخبّط والضياع، والبحث عن وسائل وبدائل أخرى تسدُ حاجاتهم.
لذا أغدقوا حنانكم على أبنائكم فهم بحاجتكم في كل وقت وحين، كونوا بالقُرب منهم، استمعوا لهم واحتضنوا أوجاعهم كيلا يلجؤوا للبحث عن الاحتواء من غيركم.
كونوا الملاذ الحقيقي، والدعم والإلهام الذي يدفعهم إلى الأمام.