أعلنت موسكو مساء السادس من يناير هدنة لوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة، بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تزامنا مع احتفال المسيحيين الأرثوذكس بعيد الميلاد.
الخطوة الروسية لم تلق قبولًا أوكرانيًا، إذ قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الهدنة التي أمرت بها روسيا للسماح للمسيحيين الأرثوذكس بالاحتفال "مجرد خدعة" هدفها وقف تقدم أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية وجلب المزيد من الرجال والمعدات.
"غطاء للتعبئة العسكرية"
واتهم "زيلينسكي" الروس بأنهم يريدون الآن استخدام احتفالات عيد الميلاد كغطاء، وإن كان لفترة وجيزة، لوقف تقدم القوات الأوكرانية في دونباس وجلب المعدات والذخيرة والقوات بالقرب من مواقعنا".
وتابع زيلينسكي: "العالم بأسره يعرف كيف يستغل الكرملين الانقطاعات في الحرب لمواصلتها بقوة جديدة".
تعليق أمريكي
واشنطن لم تقف صامتة أمام السجالي الروسي الأوكراني حول الهدنة، إذ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين في البيت الأبيض الخميس الماضي، ردا على سؤال عن اقتراح موسكو بشأن الهدنة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يحاول تنفس الصعداء" بوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة.
قصف يتخلل الهدنة
ورغم الإعلان الروسي، شهدت مدينة باخموت الأوكرانية، تردد دوي القذائف أمس السبت، بمحيط الشوارع شبه الخالية.
المدينة التي تعد من أكثر الأماكن التي شهدت قتالا عنيفا، لحق الدمار بها وهجرها معظم سكانها البالغ عددهم قبل الحرب 70 ألفا ويخاطر فيها متطوعون بالمساعدات الإنسانية بحياتهم لدعم أولئك الذين ظلوا فيها.
وقالت موسكو، إن قواتها في أوكرانيا ستُبقي على وقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين حتى منتصف الليلة، على الرغم من رفض أوكرانيا لهذا العرض.
وفي منشور على فيسبوك، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن القوات الروسية قصفت عشرات المواقع والتجمعات السكنية على امتداد خط المواجهة اليوم السبت.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات تظهر أن موسكو لا يمكن الوثوق بها.
وأضاف في خطاب مصور "كانوا يقولون شيئا عن وقف مفترض لإطلاق النار. لكن الحقيقة هي أن القذائف الروسية أصابت مجددا باخموت ومواقع أوكرانية أخرى".
في المقابل قالت روسيا إن قواتها ردت بنيران المدفعية فقط عندما أطلقت عليها القوات الأوكرانية النيران.
موسكو تنهي وقف إطلاق النار
قال مسؤولون محليون اليوم الأحد إن قصف روسيا لمناطق بشرق أوكرانيا خلال الليل أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وذلك بعد أن أنهت موسكو وقف لإطلاق النار الذي أعلنته بمناسبة عيد الميلاد وتعهدها بمواصلة القتال حتى الانتصار على جارتها.
#روسيا: عمل تخريبي وراء انفجار خط أنابيب الغاز في لوهانسكhttps://t.co/nEgdJ0DcCB#اليوم pic.twitter.com/K67TFjqPqO— صحيفة اليوم (@alyaum) January 8, 2023
السيناريو الكوري
قال أوليكسي دانيلوف، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، للتلفزيون الأوكراني، إن موسكو قد يعرض على أوكرانيا "السيناريو الكوري" للهدنة، الأمر الذي يعني تقسيم أوكرانيا إلى قسمين.
وقال دانيلوف "يتم عرض السيناريو الكوري علينا حاليا، ما يسمى بخط العرض 38 الروس سيبتدعون الآن أي شيء".
وأكمل: "أنا أعلم على وجه اليقين أن أحد الخيارات التي يمكنهم تقديمها لنا هو خط العرض .38"، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".
وأضاف دانيلوف أن نائب مدير مكتب الرئيس الروسي ديمتري كوزاك، يلتقي سياسيين سابقين في أوروبا وينقل من خلالهم رسالة مفادها أن الروس مستعدون لتقديم تنازلات من أجل إصلاح الوضع الراهن وإرغام أوكرانيا على الهدنة.
يشار إلى أن خط عرض 38° يشكل حدا فاصلا في منتصف شبه الجزيرة الكورية تقريبا. وأصبح هذا الحد الفاصل عام 1948 الحدود الرسمية ما بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
