قالت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية إن اعتماد واشنطن على الصين في التزود بالموارد الحيوية أمر متهور، مشيرة إلى تقدم بكين الهائل على مدى العقدين الماضيين، مما جعلها قوة لا يستهان بها في مجالي التعدين والتكرير.
وبحسب مقال لـ «كارل دلفيلد»، فإن تلك ميزة قاتلة في عصر التنافس بين الولايات المتحدة والصين، فيما لفت إلى أن هشاشة سلسلة توريد المعادن الإستراتيجية بأمريكا خطيرة ومحيرة في نفس الوقت.
كارثة قديمة
أضاف الكاتب: تشمل بعض النقاط البارزة في هذه الكارثة إغلاق مكتب المناجم الأمريكي في عام 1996، مما سمح لمنجم العناصر الأرضية النادرة الوحيد في أمريكا بالإفلاس، وتصفية مخزوننا الدفاعي، بينما أصبحت الصين القوة التصنيعية العظمى في العالم، التي تلتهم الموارد الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم.
وتساءل: مع كل مواردنا الطبيعية المحلية، بالإضافة إلى كندا الغنية بالسلع الأساسية وأمريكا الجنوبية، كيف أصبحنا معتمدين على الصين في التزود بالمعادن الحيوية لقاعدة التكنولوجيا والدفاع لدينا ؟
ومضى يقول: على عكس أمريكا، اتخذ حلفاؤنا خطواتٍ لتقليل هذه المخاطر والتحوط منها، مثل استثمارات التعدين لكوريا الجنوبية في الفلبين، وشراكة اليابان المالية مع أكبر منتجي الأتربة النادرة في العالم.
تقدم صيني
أردف المقال: باختصار، فإن تقدم بكين الهائل على مدى العقدين الماضيين، لتصبح قوة عظمى في التعدين والتكرير، هو ميزة قاتلة في عصر التنافس بين الولايات المتحدة والصين.
ولفت إلى أن سبب هذا اللغز ليس معقدًا، ويمكن إرجاعه إلى اتجاهين واضحين، أولهما الرضا عن الذات بعد الحرب الباردة فيما يتعلق بتنمية الموارد الطبيعية في أمريكا، بدعوى أن العولمة ستنقذ الموقف.
وأضاف: السبب الثاني هو الاعتقاد الراسخ بأن السوق الحرة قادرة على حل جميع القضايا الإستراتيجية.
ومضى يقول: أدى السماح لمؤشر S&P 500 بتشغيل السياسة الاقتصادية الدولية؛ لتحسين سعر السهم إلى تحول القاعدة الصناعية الأمريكية إلى الصين.
وأردف: وضعت أمريكا، القوة العظمى للأسهم في العالم، سعر السهم فوق كل الاعتبارات الاقتصادية والأمنية القومية الأخرى. وهذه استراتيجية طويلة الأمد مشكوك فيها.
وخلص بقوله: يبدو أننا نسينا أن أمن أمريكا الاقتصادي، والأمن المالي، والأمن القومي متماثلان.
تحد شاق
تابع الكاتب: تواجه الولايات المتحدة الآن تحديًا شاقًا ومعقدًا للأمن الاقتصادي لسلسلة التوريد عالية التقنية، وهو لغز معقد به العديد من القطع المتحركة.
وأضاف: تمثل العناصر الأرضية النادرة مدخلات لمجموعة واسعة من القطاعات الرئيسية، من أشباه الموصلات إلى التكنولوجيا النظيفة وبطاريات السيارات الكهربائية، إلى الألياف البصرية، والمغناطيس الدائم، والفضاء، والدفاع.
واستطرد: تشير الندرة الحالية وتركيز الإنتاج في الصين، ودول أخرى غير صديقة لأمريكا أيضًا إلى أن الصراع على الموارد الحيوية أمر لا مفر منه، مما يؤدي إلى نوع الصراع الجيوسياسي الذي حدث على النفط في القرن الماضي.
