صدر منذ أيام الفيلم الجديد للممثل الأمريكي ويل سميث، Emancipation ويعني العتق أو التحرر.
لاقى الفيلم رواجًا واسعًا وأثار جدلًا، إذ يعد أول عمل للممثل الأمريكي بعد واقعة الصفع الشهيرة خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار العام الماضي.
لم ينسوا الصفعة
بينما أشاد كثيرون بفيلم الإثارة التاريخي Emancipation، التعاون الأول بين ويل سميث وأنطوان فوكوا، فإن البعض لم يتناسى صفعة سميث لكريس روك لسخرية الأخير من زوجة سميث.
حالت الواقعة دون قبولهم الفيلم، واعتبروا إياه غسيل سمعة لـ سميث، وجعل الناس ينسون تصرفاته الطائشة، أملًا منه في عودة ظافرة إلى صدارة المشهد الهوليوودي.
الممثل الأمريكي ويل سميث كرر اعتذاره أكثر من مرة، وأكد أن تصرفه في حفل توزيع جوائز الأوسكار كان صادمًا ومؤلمًا وغير مبرر.
هل يُعاقب ويل سميث في Emancipation؟
أخفى ويل سميث قلقه حيال إقبال الجمهور على مشاهدة فيلمه الجديد Emancipation؛ عندما تحدث لقناة "fox".
قال سميث، إنه يتفهم تمامًا عدم جاهزية البعض لتقبل الفيلم ويحترم ذلك، لكنه يخشى على جهد فريق عمله، على رأسهم المخرج أنطوان فوكوا، إذ اعتبر الفيلم التاريخي هو الأعظم في حياتهم المهنية، متمنيًا ألا يُعاقبوا على أفعاله.
منتج الفيلم جوي ماكفارلاند، لم يسلم من الانتقاد أثناء العرض الأول للفيلم، بعدما جلب صورة "العبد" المأخوذة قصة الفيلم عن حياته على السجادة الحمراء، ما اعتبره البعض غرضًا خبيثًا منه؛ بأن يسرق الأضواء من سميث.
ماكفارلاند أكد أنه يملك الصورة الأصلية للرجل الإفريقي، وأنه لم يرد إلا أن تكون هناك قطعة من بيتر- البطل الحقيقي للقصة- موجودة في هذه الليلة، وأنه من المهتمين بحفظ ورعاية وتنسيق القطع والصور الأثرية، لتبقى آمنه حتى تتوارثها الأجيال المقبلة.
هل يستحق Emancipation هذا الجدل؟
بعد كل هذا الجدل يبقى السؤال؛ هل يستحق الفيلم كل ذلك؟ بعيدًا عن صفعة ويل سميث لكريس روك، وعن المخرج أنطوان فوكوا والمنتج جوي ماكفارلاند، ما هي قصة فيلم Emancipation الذي يقول عنه سميث، إنه ليس فيلم رقيق آخر. إنه فيلم حرية.
قصة فيلم Emancipation
صورة التقطت عام 1863لرجل أفريقي كان عبدًا، ونجا من جَلد دام لعقود فترك جسده مشوهًا مليئًا بالندوب، كانت ملهمة لفيلم Emancipation، الذي يروي قصة "بيتر"، ورحلته من العبودية إلى الحرية.
في ذروة الحرب الأهلية الأمريكية، عندما جرى إخفاء الحقائق حول أهوال العبودية واعتبارها دعاية كاذبة، كشفت الصورة المروعة الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، والتي أطلق دعاة إلغاء العبودية على بطلها "بيتر المخفوق".
المميز في فيلم Emancipation أنه لم يغفل الجانب العقلي والنفسي لبيتر، الذي جعله يفهم أن الحرب الأهلية فرصة لامتلاك جسده وحياته.
الهروب إلى الحياة
قرر بيتر الهروب بعد أن نجا من جلد وحشي جعله يقترب من الموت، وبعد غيبوبة لمدة شهرين، اقتنص الفرصة، وفر في مطاردة مثيرة 10 أيام عبر مستنقعات لويزيانا وbayous وخلفه الكلاب وصائدي العبيد.
أخيرًا.. بيتر حر
في أبريل 1863، بعد أشهر فقط من إعلان تحرير العبيد، عثر بيتر على معسكر جنود الاتحاد والحرية خارج باتون روج في لويزيانا.
توجه إلى المعسكر منهكًا جائعًا، يرتدي الخرق فقط، لينهار عند رؤية الجنود السود الأحرار، الذين يقاتلون لإنهاء العبودية في أمريكا، وخر ساقطًا.
بدأ الجنود الأطباء في إسعافه، ليستفيق ويحكي مغامرته المؤلمة، ثم كشف عن "ظهره المجلود" كدليل.
على الرغم من أن جلده جرى جرحه عشرات المرات بلسعات السوط، إلا أنه وقف بتحدِ مكشوف الظهر ويده على فخذيه لالتقاط الصورة في عام 1863.
مشهد جسده المشوه أثار الرعب في قلب كل شخص أبيض حاضر، عكس السود الذين لم يولوا اهتمامًا كبيرًا للمشهد الحزين، فمثل هذه المشاهد الرهيبة المؤلمة مألوفة لهم جميعًا.
من المفارقات العجيبة أنه جرى التقاط الصورة في وقت كانت فيه البلاد تناقش ما إذا كان يجب السماح للرجال السود - المستعبدين أو المحررين - بالتجنيد في الجيش.
إنه فيلم الحرية
ويل سميث قال إنه يأمل أن يكشف الفيلم عن قوة الروح البشرية، وأنها قصة نحتاج جميعًا أن نراها ونسمعها ونشعر بها، مؤكدًا: Emancipation ليس فيلم رقيق آخر. إنه فيلم حرية.
وفي محاولة من سميث لاستقطاب المشاهدين، أعلن إتاحة الاشتراك المجاني للجمهور في خدمة "آبل تي في بلس" لمدة شهرين، وهي المنصة التي يعرض عليها Emancipation بداية من يوم 9 ديسمبر الجاري.
