أكد مختصون أن 87 % من الجلطات الدماغية تبدأ بـ «خثرة دموية» و13 % نتيجة نزيف بالدماغ والتي ينتج عنها انقطاع الأكسجين عن أنسجة الدماغ المصابة ما يؤدي إلى فقدان الوظائف الحيوية في المنطقة المغذاة من الشريان المصاب.
وأوضحوا في ندوة «اليوم» أن سرعة نقل المصاب إلى أقسام الطوارئ خلال الساعات الذهبية الأولى والتي قد تمتد إلى أربع ساعات ونصف الساعة، تسهل تشخيصها وعلاجها من قبل الأطباء المتخصصين وتخفيف وطأة الإعاقات التي قد تنتج عن تلك السكتات الدماغية.
أوضح طبيب المخ والأعصاب بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د. محمد الشمري، والذي تعرض للإصابة بسكته دماغية مؤخرا أن السكتات الدماغية هي أحد العوارض التي قد تصيب الإنسان لأسباب مختلفة من ضمنها أسباب قد تكون سهل التحكم بها، ويجب ألا نهمل دور الأسباب التي لا يمكن التحكم بها كتهتك الشرايين نتيجة المجهودات العضلية غير الملائمة والتي تعمل دون إشراف طبي ودون الحرص على أخذها من متخصصين في المجالات الحركية أو الفسيولوجية.
وأكد أنه قد تتعدد الأعراض الرئيسية للإصابة، وكل هذه الأعراض تأتي مفاجئة دون سابق إنذار مما يستوجب على الشخص المصاب بتلك الأعراض سرعة التوجه إلى أقسام الطوارئ خلال الساعات الذهبية الأولى التي قد تمتد إلى أربع ساعات ونصف الساعة مما يسهل تشخيصها وعلاجها من قبل الأطباء المتخصصين لتخفيف وطأة الإعاقات التي قد تنتج لتلك السكتات الدماغية.
وقال "على الصعيد الشخصي تعرضت للإصابة بسكته دماغية عابرة نتيجة تهتك وعاء دموي في الرقبة والتي كانت أعراضها غير تقليدية من زغللة في العينين وثقل في الجسم ونوبات من التقيؤ المستمر استمرت لمدة 5 دقائق لتختفي فجأة مما أوجبني التوجه مباشرة إلى أقسام الطوارئ وتم التعامل مع حالتي مباشرة لإجراء أشعة دماغية ثم إبقائي على الأدوية المسيلة للدم لمدة ستة أشهر، والذهاب للمستشفى بشكل عاجل ساهم في تخفيف فترة الإصابة دون حدوث أي إعاقات ولله الحمد".
أنسجة الدماغ المصابة
قالت طبيبة المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، د. نور المحيش، إن السكتة الدماغية تنتج نتيجة انقطاع مفاجئ للتروية الدماغية إما بجلطة «خثرة دموية» وتمثل نسبة 87 ٪ من الجلطات تقريبا أو نزيف بالدماغ وتمثل نسبة 13 ٪ من الجلطات تقريبا، حيث ينتج عن الجلطات انقطاع الأكسجين عن أنسجة الدماغ المصابة ما يؤدي إلى فقدان الوظائف الحيوية في المنطقة المغذاة من الشريان المصاب.
وأوضحت أن أسباب الجلطات الدماغية تعود إلى عدة أسباب منها ارتفاع ضغط الدم وعدم الانضباط بأدوية الضغط والسكر والكوليسترول، استعمال الأدوية الممنوعة كمادة الامفيتامين، الشبو وغيرهما، والتدخين وغيرها من الأسباب.
وأضافت أن أهم أعراض الجلطات تتمثل في لعثمة أو بطء بالكلام، أو فقدان القدرة عن الكلام بشكل مفاجئ، وضعف بقوة العضلات بشكل مفاجئ بنصف الجسم أو أحد الأطراف أو نصف الوجه، وتنميل مفاجئ وانخفاض نسبة الوعي، وعدم الاتزان أثناء المشي بشكل مفاجئ، ومشاكل في النظر، وميلان الوجه وغيرها.
وأشارت إلى أنه عند ظهور واحد أو أكثر من هذه الأعراض فيجب إيصال المريض لأقرب مستشفى لتلقي اللازم قبل أن تتطور الجلطة أو تنتج عنها مضاعفات أو إعاقة مزمنة.
تروية أنسجة الدماغ
ذكرت استشاري أمراض الأعصاب والسكتة الدماغية في مستشفى الملك فهد الجامعي وأستاذ مشارك في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. عائشة البكر أن خلايا الدماغ تحتاج إلى تروية الدم للحصول على الأكسجين والعناصر المغذية للقيام بوظائفها، ولكن عندما تنقطع أو تقل تروية أنسجة الدماغ يحدث ما يسمى السكتة الدماغية، وعندها تبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق، ومن الضروري على الجميع إدراك أن للسكتة الدماغية أعراضا واضحة منذرة لحدوثها.
وأضافت أن الوقاية خير من العلاج، ويمكن إيقاف أو تقليل هذا الخطر بالاستعداد له وحماية النفس منذ الصغر باتباع نمط حياة صحي للحفاظ على سلامة الأوعية الدموية وكفاءة تروية الدماغ، بالإضافة للتمارين الرياضية والأكل الصحي والإقلاع عن التدخين ومراقبة مستويات الضغط والكوليسترول.
أعراض مفاجئة للجلطات الدماغية
أشار طبيب الطوارئ في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر د. إبراهيم الراجح، إلى أن الجلطات الدماغية هي تضيق أو تراكم جلطات في الشرايين والأوردة المغذية للدماغ مما يؤثر على تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون وتراكمه مما يؤدي إلى تأثر خلايا وأنسجة الدماغ وكل هذا في غضون ساعات من حدوث الجلطة.
وتابع أنه من منظور تخصص طب الطوارئ، فإن ملاحظة التغيرات المفاجئة على حالة المريض واكتشاف الأعراض بشكل سريع ينقذ المصاب من تداعيات الإصابة بالجلطة الدماغية، وعندما نتحدث عن اكتشاف الأعراض بشكل سريع نقصد هنا اكتشاف وملاحظة الأعراض في غضون وقت قصير والاتصال بالإسعاف بشكل عاجل وألا يتعدى نقل المريض من مكان حدوث الأعراض إلى المستشفى الـ 4 ساعات، لأنه في خلال هذا الوقت يمكن لأطباء الطوارئ ملاحظة هذه الأعراض وتفعيل بروتوكول السكتة الدماغية، مع أطباء تخصص طب الأعصاب حتى يتم علاج المريض بشكل سريع وإنقاذ خلايا الدماغ من التأثر بالجلطة مما يؤدي إلى الحفاظ على وظائفها.
الاكتشاف السريع ينقذ المريض
قال المواطن «أ. الشمراني» شقيق مصاب بجلطة: "تعرض أخي إلى جلطة وتم نقله إلى مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر خلال «12 دقيقة تقريبا»، بعد الشعور بأعراض الجلطة وتم استقباله بقسم الطوارئ بالمستشفى وهو بحالة إغماء وعمل اللازم بشكل سريع من فحوصات وأشعة لتشخيص الحالة واتخاذ الإجراء المناسب خلال ساعتين، ومشاركة عائلته بسؤال عما تمت ملاحظته بشكل دقيق حتى يصل الفريق الطبي للتشخيص السليم للحالة، وبعد التأكد من أنها جلطة دماغية سارع الفريق الطبي لتحديد العلاج المناسب مع متابعة دقيقة للحالة حتى أفاق من حالة عدم الاستجابة خلال 20 ساعة تقريبا والعودة إلى الوعي الكامل والقدرة على الحركة تدريجيا مع وجود أعراض تحتاج إلى وقت مع العلاج الطبيعي بإذن الله".
توصيات:
- الأكل الصحي - المتابعة الطبية المستمرة
- الذهاب للمستشفى عند ظهور الأعراض خلال الساعات الـ 4 الأولى
- مراقبة وضبط مستويات الضغط والكوليسترول والسكر
- ممارسة الرياضة - الابتعاد عن التدخين
- عدم استعمال الأدوية الممنوعة ومنها الامفيتامين والشبو وغيرهما.
