DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

"الوصمة الاجتماعية" سبب في العودة للسلوك السلبي والإجرامي والمعاناة النفسية

"الوصمة الاجتماعية" سبب في العودة للسلوك السلبي والإجرامي والمعاناة النفسية
الأخصائي النفسي العيادي د. عبد الله الوايلي - اليوم
الأخصائي النفسي العيادي د. عبد الله الوايلي - اليوم

وفقًا للنظرة الاجتماعية السلبية الموجهة نحو "الشخص" المنحرف أو الجانح أو المتهم الذي تعرض "لموقف أو حدث ما أو مارس فعلا ما" وهو ما يقصد بها "الوصم الاجتماعي"، فإنه من انعكاسات تلك النظرة أنها تقف حجر عثرة في طريق المنحرف نحو التغيير أو التعديل من سلوكياته، وأن يصبح عضوًا فعالًا في المجتمع، حيث إن تلك النظرة الاجتماعية أو "الوصمة" تتمثل في بعدين مختلفين هما: نفسي، واجتماعي.

ذكر الأخصائي النفسي العيادي د. عبد الله الوايلي أن البُعد الاجتماعي غالبًا ما يتركز على نظرة الناس السلبية التي تصم الشخص بالجرم الدائم وأنه عضو غير مرغوب فيه، حيث تُعد سببًا رئيسيًا في معاناته النفسية من القلق والتوتر والخوف على شخصيته ومكانته الاجتماعية، بل إنها قد تكون سببًا رئيسيًا أيضًا في العودة لارتكاب السلوك السلبي أو الإجرامي والتمادي.

وتابع: في المقابل فإن البُعد النفسي يتركز عادة حول مفهوم الذات، حيث إن فكرة الشخص عن نفسه هي العامل المهم في تقرير سلوكه علمًا بأن مفهوم الذات يعتبر نتيجة للسلوك الماضي والحاضر للإنسان عندما يستفيد من خبراته السابقة والحاضرة في فهم ذاته بشكل أفضل.

والجدير بالذكر أن الوصم بالمفهوم الاجتماعي عبارة عن صورة ذهنية سلبية ترتبط بشخص معين للتعبير عنه إما بالاستياء أو الاستهجان، نظرًا إلى ما قام به من فعل "سلوك سلبي" يتعارض مع المبادئ والقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية.

إن الطريقة التي يتعامل بها المجتمع مع المنحرف هي التي تؤدي إلى استمرار بالسلوك المنحرف - اليوم

الآثار المترتبة على الانحراف

يضيف د. الوايلي أن "نظرية الوصم الاجتماعي" لا تهتم بأسباب الانحراف ونشأته بقدر ما تهتم بالآثار المترتبة عليه عندما يتم اتخاذ إجراءات رسمية من قبل القانون ضد المنحرف، فهذه النظرية عبارة عن تشكيل لمسار حياة الجانح، حيث إن الشباب من الجنسين يخالفون القانون لعدة أسباب منها: التفكك الأُسري، وضغط الأقران، والشذوذ النفسي البيولوجي، والصراع مع الجوار.

وعلى نفس السياق فإن الطريقة التي يتعامل بها المجتمع مع المنحرف هي التي تؤدي إلى استمرار بالسلوك المنحرف، وهذا يعني بأن الانحراف هو نتيجة تفاعلية بين فعل المنحرف وردود أفعال المجتمع، وأن تناميها بشكل تصاعدي يؤدي في نهاية المطاف إلى تثبيت السلوك المنحرف واستقراره ثم وصمه.

وأضاف أن النظرية تقوم على جانبين مهمين هما؛ الأول أن الانحراف عامة عبارة عن "ظاهرة نسبية غير ثابتة"، وأنها تتمثل في الخروج عن إطار "التسامح"، وهذا الأمر يقود المجتمع رافضًا لأي سلوك سلبي أو غير مقبول، وبالتالي يوصم صاحبه بالانحراف، الجانب الثاني أن الانحراف يعود لعدة عوامل وليس عاملا واحدا فقط فهو نتاج عدة مواقف وأحداث اجتماعية مختلفة تتمثل بين فعل وردة فعل "سلوك واستجابة".

الرفض الاجتماعي الشديد

يشير د. عبد الله الوايلي إلى أنه بناءً على تلك المعطيات فإن الوصمة تعني "الرفض الاجتماعي الشديد"، سواءً كان آحاديا أو جماعيا نحو الذين خرجوا عن معايير المجتمع أو القانون بطريقة أو بأُخرى أي وصمة العار التي تنشأ عن انحرافات سلوكية عبر المواقف السلبية المختلفة التي تظهر على شكل تمييز عنصري كالدين أو الجنس أو العرق أو الحالة الصحية العقلية، حيث تعتبر الأمراض العقلية عنوانًا رئيسيًا لوصمة العار على مستوى العالم ولذلك يتأثر صاحبها عند العلاج خوفًا من الوصم وتبعاته، ومن هنا نستنتج بأن الوصمة الاجتماعية يمكن لها أن تنشأ عن طريق المفاهيم الخاطئة التي تؤدي إلى اكتساب السلوك السلبي غالبًا من البيئة الاجتماعية المحيطة فيتأثر الفرد بالتقليد والمحاكاة.

الوصم الاجتماعي يركز بشكل رئيسي على ردة الفعل الاجتماعي تجاه الشخص - مشاع إبداعي

ردة الفعل الاجتماعي

يقول الأخصائي د. عبد الله الوايلي: ومن هذا المنطلق فإن الوصم الاجتماعي يركز بشكل رئيسي على ردة الفعل الاجتماعي تجاه الشخص وسلوكه والآثار المترتبة على ردة الفعل مثل وصمة العار، حيث إن التعامل السلبي من قبل الأُسرة والمدرسين للسلوك الجانح يؤدي غالبًا إلى تدعيمه لدى الطالب "الجانح"، حيث تصبح عادة مثل كلمة "يا بليد".

وتابع الوايلي: على هذا المبدأ فقد أثبتت كل الدراسات والنظريات النفسية والاجتماعية السابقة في هذا الجانب بأنها على الرغم من اختلاف اتجاهاتها تتفق جميعًا على أن منع الانحراف وعمليات الإصلاح تتطلب عدة تغييرات جذرية في "البناء الاجتماعي" وفي "الثقافة الأم" والفرعية إن وجدت، لأن الوصم الاجتماعي خليط بين ثقافات وعادات وتقليد ومحاكاة، ولذلك فإن معدل الانحراف خاصة لدى المجتمعات الغنية في تزايد مستمر لأسباب كثيرة منها تدني أخلاقيات الصغار وهذا يعني أنه لا بد من تفاعل أفراد المجتمع ككل لاحترام الخصوصية وتطبيق النظام وعدم إصدار الأحكام.