قبل كأس العالم بمايقارب السنتين امتدحت رينارد، وأكملتها مع فرحة التأهل لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي، وليتني توقفت هنا، بل بعد موقعة الأرجنتين تغنيت بقدرات مدربنا ولم أتطرق كثيراً لاختياراته، وحين ضاعت ركلة الجزاء مع بولندا وأصيب ياسر وخرج الفرج، تذكرت السنوات العجاف بكؤوس العالم السابقة، ومع أول هدف وهدفين من المكسيك خفت ثمانية ألمانيا فنجونا منها وخرجنا بخسارة عادية إذا لم نربطها بفوز الافتتاح الذي سجله لنا التاريخ وانصرف.
في كرة القدم لا أحد يتقيد بالمضمون الجميل لعبارة(اذكروا محاسن موتاكم)، فالكل يجهز، بل قد جهز مسبقاً سكاكين النقد و سطوة الانتقاد، ونحن هنا لسنا في مقام الدفاع عن مدرب لربما له من المساوئ ما لأي مدرب بالعالم، وله وجهات نظر تختلف عن بعض وجهات نظرنا، لكنه بالنهاية عمل واجتهد وأوصلنا من جديد وبكل إتقان وإبداع ودون خوف وقلق لما كنا نحلم بأن نعود إليه من مكانة نستحق البقاء فيها، بل والارتقاء لأكثر منها مع الوقت الذي بدأنا نتدرج فيه للأحسن بشهادة الخبراء الدوليين الذين لايشجعون أهلي ولا هلال ولا نصر واتحاد.
بالنسبة لي وحتى لا أرمي الكلام جزافاً دون وجهة نظر فنية تقييمية للمدرب ومنتخبه الذي وصل وكاد أن يذهب بعيداً، فإني أعيب على اختياراته على الأقل عدم وجود لاعب الشباب متعب الحربي كظهير أيسر كان حلاً إبداعياً دون ربكة التبديلات بين خانات اللاعبين بسبب إصابة ياسر الشهراني شافاه الله وعافاه، لكن لايعني ذلك أن أتجاهل عمل مدرب جعلنا نلعب مع الخصوم الكبار دون خوف كالسابق من دفاع _ مابعد جميل والخليوي _ قد أوردونا المهالك، وأعاد لنا تسجيل الأهداف رغم أن آخر هجومٍ عرفته السعودية كان بحضرة (ياسر و مالك)، مدرب رغم أنه متهم بمحاباة نجوم عن آخرين، لكن الحقيقة أثبتتها استدعاءاته لنواف العابد الكبير المنقطع، ورغبته بفهد المولد الموقوف كدليل على أنه يعمل مع تشكيلته الدفاعية والهجومية وتوازناتها بطريقة المنظومة وليس الأفراد وألوان أنديتهم، وسواءً أصاب باختياراته أم لم يصب فلن يرضى عليه الجميع لكنه بالنهاية ولولا إصابة نصف درزن ممن أعتمد عليهم لقلنا له شكراً على كتلة دفاع كانت كالسد المنيع حتى أمام مسي ورفاقه، وشكراً على منتخب يسجل بدون مهاجم صريح عليه العين في تشكيلته أو خلفها فيمن تبقى من لاعبينا المحليين ولم يضمهم.
لذا أرى أن التجديد مع هذا المدرب الذي لا يعيبه حينما يقال له يتعامل مع لاعبيه بنفسية عالية ومتقنة، فلربما لاعبينا الغير محترفين دولياً بأوروبا خاصةً، يحتاجون لمثله ريثما تتطور العقليات أكثر وأكثر في التعامل مع كرة قدم لا تعترف بلاعب يسهر لقبيل الفجر (ولن أزيد..)، مع راتب لايتأثر بنقص المستوى والمجهود أو حتى الإصابات المتتالية التي أحد أهم أسبابها عدم الاحترافية في التغذية والجهد العضلي مع السهر.
ختاماً شكراً (مونديال الخليج) الذي أخبر العالم أجمع بأن الحضارة خليجية، والأخلاق الأصيلة خليجية، وغنى النفس خليجي، والكرم والنظام والتنظيم منبعه من عندنا، لذا حينما نعمل لأجله فلا أحد يمكنه أن ينافسنا، فشكراً قطر على لوحة جميلة أخبرت من ينعتنا كخليجيين بعنصريتهم المقيتة أننا براميل نفط وغاز وإقتصاد، أننا القوة البشرية ذات الفكر العال الذي متّع العالم بكرة قدم دون أن تدخل السياسة وعنصريتها المقيتة ملاعب الدوحة.
توقيعي /
لن يهزمك عشرة ومعك صادق، ولن تهزم أحداً ولو معك عشرة إن لم تكن صادقاً.
@shumrany
