أكد أستاذ الجيوفيزياء والمشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الأرض د. عبد الله العمري أن تزايد النشاطات البشرية المتكررة في المناطق الضعيفة جيولوجيا "مناطق الصدوع" النشطة يؤدي إلى زيادة نسبة حدوث الزلازل.
وقال لـ"اليوم" إن الانخفاسات الأرضية والتكسير الهيدروليكي في المناطق البترولية يؤدي إلى خلخلة في الطبقات وزيادة وتيرة الهزات بشكل متصاعد.
صدوع حركية
وأشار إلى عدم اختلاف مستوى النشاط الزلزالي في المنطقة الشرقية عنه في المنطقة الوسطى نظرا لعدم وجود صدوع حركية نشطة ومعروفة في المنطقتين كما في خليج العقبة مثلًا.
وأوضح أن معظم الهزات التي جرى تسجيلها مؤخرًا في المنطقة الشرقية ناجمة عن انهيارات صخرية تحت سطحية نتيجة تفاعل المياه مع الصخور الجيرية مما أدى إلى حدوث انهيارات أرضية وارتفاع منسوب الماء أو قد تكون الهزات ناجمة عن اختلال في طبقات القشرة الأرضية في المناطق البترولية بسبب سحب البترول بكميات كبيرة وهذه الظاهرة شائعة في مناطق كثيرة من العالم.
دراسة دقيقة
وأوضح د. العمري أنه رغم قلة النشاط الزلزالي في معظم مناطق المملكة وخاصة الدرع العربي والمسطح العربي إلا أن قربها من المناطق النشطة زلزاليًا في إيران وتركيا من ناحية الشمال الشرقي والبحر الأحمر والدرع العربي من جهة الغرب والجنوب الغربي وصدع البحر الميت التحولي شمالا يتطلب دراسة مواقع الزلازل بدقة عالية للاستفادة منها في تحديد مناطق الخطر الزلزالي المحتمل.
ويتركز النشاط الزلزالي في شبه الجزيرة العربية على امتداد حدود الصفيحة العربية في ثلاث مناطق هي: منطقة خليج العقبة؛ منطقة جنوب غرب المملكة وجنوب البحر الأحمر واليمن ومنطقة مكة أما وسط شبه الجزيرة العربية وشرقها والدرع العربي فتعتبر أقل المناطق نشاطًا.
تنبؤ وتحذيرات
وقال إن معظم الباحثين في مجال الزلازل يعتقدون أن التنبؤ بالزلازل هدف يمكن الوصول إليه، لذا بذلت كل الجهود الممكنة من أجل الوصول إلى هذا الهدف.
وأضاف أن البعض يرى أن نتائج التنبؤ ربما تكون ضارة وغير نافعة وخصوصا عند فشل أحد هذه التنبؤات، موضحا أن الناس بالتأكيد ستتجاهل أي تحذيرات بقرب وقوع كارثة بعد ذلك.
وتابع أنه لم تتمخض الدراسات التي قام بها علماء الزلازل في اليابان وروسيا والصين وأمريكا عن أي قواعد ثابتة يمكن اتباعها للتنبؤ بقرب حدوث الزلازل.
وبين أنه التوقع الكامل لحدوث الزلازل يتمثل في معرفة ثلاثة عناصر أساسية هي: مكان وزمان وقدر الزلزال.
وأشار إلى أن "بالنسبة لمكان الزلزال وقدره فقد توصل العلماء إلى تحديد أكثر الأماكن تعرضا للزلازل على الكرة الأرضية، وقدر هذه الزلازل على وجه التقريب، حيث تتم الاستفادة من هذه المعلومات في اختيار أنسب الأماكن لإقامة المشروعات العمرانية والصناعية بعيدا عن أماكن الخطر الزلزالي".
ولفت إلى أنه "بالنسبة لزمن الزلزال وهو أهم العناصر، فعلى الرغم من وجود بعض الظواهر المختلفة التي قد تدل على قرب وقوع الزلزال في منطقة ما، إلا أنها ليست قاعدة ثابتة يعتمد عليها في تحديد وقت حدوثه، فقد يحدث بعد يوم أو شهر أو أكثر، وقد لا يحدث مع وجود هذه الظواهر".
الآثار الزلزالية
وأوضح أنه يمكن تقسيم الآثار الزلزالية إلى نوعين هما الآثار الأولية وتتمثل في حدوث الحركة الأرضية العنيفة وما يصاحبها من تصدعات وسقوط المباني وغيرها، والآثار الثانوية وتتمثل في الحرائق والانهيارات الأرضية والفيضانات والتغيرات في مستوى سطح الماء.
ويختلف حجم الخسائر التي تُسببها الزلازل من بلد لآخر، ويقل بصفة عامة في الدول المتقدمة التي أخذت بصورة جدية بالوسائل التي تؤدي إلى تخفيف الخطر الزلزالي.
حلقة النار
وأضاف أن هناك ارتباطا وثيقا بين حدود الصفائح ومناطق النشاط الزلزالي، وعلى هذا الأساس أمكن تحديد ما يسمى الأحزمة الزلزالية وأهمها حزام حلقة النار «حول المحيط الهادي» - Circum-Pacific Belt - ويتشكل فيه حوالي 69% من زلازل العالم.
ويذكر أن 80% من طاقة الزلازل تتواجد في هذا الحزام؛ ويشمل الشواطئ الغربية من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية واليابان والفلبين حتى يصل إلى أستراليا ونيوزيلندا، وتمثل أعتى أنواع الزلازل.
وهناك حزام آخر لا يقل أهمية ويمتد من الصين شرقا مارا بجبال الهيمالايا ثم ينحرف إلى الشمال الغربي مارا بجبال زاجروس ثم القوقاز إلى تركيا وشمال إيطاليا، ويعرف هذا الحزام بحزام جبال الألب ويتشكل فيه حوالي 21% من زلازل العالم، ويمثل هذا الحزام 10% من الطاقة.
وبالإضافة إلى هذين الحزامين هناك أحزمة زلزالية أقل خطورة تمتد في خطوط شبه مستقيمة في وسط المحيط الأطلسي والهندي وتتجه شمالا حتى تصل إلى خليج عدن وأواسط البحر الأحمر.
وقد تتواجد الزلازل أحيانا في مناطق ليس لها علاقة بالأحزمة الزلزالية، حيث تتمركز في داخل الصفيحة ويطلق على هذا النوع من الزلازل Interpolate Earthquakes وهذا النوع قد يكون مدمرا بسبب عدم توقعه كما حدث في زلزال القاهـــرة في أكتوبر 1992م.