وصفت مجلة «بوليتيكو» إجماع الغرب على «خطة مارشال» لإعادة إعمار أوكرانيا بالخاطئ، إذ تنتشر الألغام الأرضية في مساحات شاسعة من البلد.
وبحسب مقال لـ «مات واتلي»، أحد قدامى المحاربين في الجيش البريطاني، إذا كانت «خطة مارشال» الجديدة لأوكرانيا تستند فقط إلى المال، فلن تنجح ببساطة.
إجماع خاطئ
وأضاف المقال: مع ذلك، فإن الإجماع بين الدول الغربية لم يخطئ فقط في تقدير الحجم الحقيقي للحرب وتأثيرها على مستوى العالم، ولكنه يخطئ أيضًا في تطبيق الدروس الخاطئة من تاريخ إعادة الإعمار بعد الصراع.
ومضى يقول: تقود المفوضية الأوروبية حاليًا نهج التعامل مع الأموال المنح والاستثمارات العالمية الأكثر قيمة، التي ستتحمل فاتورة إعادة الإعمار طويلة الأجل.
Ukrainian government already has a plan for economic recovery after the war. The reconstruction of Ukraine will be one of the largest projects since the Marshall Plan. Its implementation will become the common cause for the Free World as Ukraine is fighting for its freedom pic.twitter.com/bAH1HcyIer— Stratcom Centre UA (@StratcomCentre) May 6, 2022
وأشار إلى أنهم يعتقدون أن ذلك سيقود إلى نهضة صناعية أوكرانية بما يمثل تكرارًا لما حدث في أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وتابع: مع ذلك، وبغض النظر عن حقيقة أن الاتحاد الأوروبي لم ينفق سوى جزء بسيط من الأموال، التي تعهد بها لمساعدة أوكرانيا في خوض الحرب، فهناك أيضًا فرق حاسم بين عام 1945، واليوم إذ تنتشر الألغام الأرضية في مساحات شاسعة من أوكرانيا.
تحديات شبه مستحيلة
ولفت الكاتب في مقاله إلى أن كبسولات التدمير الكامنة هذه تشكل تحديات شبه مستحيلة لإحياء الإنتاج الزراعي والعمليات الصناعية وشبكة النقل في أوكرانيا.
وأردف: إلى أن تكون هناك خطة قابلة للتنفيذ لإزالة تلك الألغام، يمكن أن يبدأ القليل من إعادة الإعمار.
ومضى يقول: حاليًا، هناك مناطق شاسعة حول كييف، أكبر مركز اقتصادي في البلاد، مزروعة بالألغام بكثافة، هذه المناطق التي شهدت أعنف قتال في الجنوب والشرق متناثرة بشكل كبير، بما في ذلك السهول الشرقية الزراعية الغنية، التي تعد واحدة من أكبر موارد الحبوب في العالم وهي ضرورية لإعادة تأهيل الاقتصاد الأوكراني؛ بالإضافة إلى المناطق الصناعية في الجنوب، التي تزود أوروبا بعُشر واردات الصلب.
وتابع: في الوقت نفسه، فإن البحر الأسود، الشريان الحيوي للصادرات الأوكرانية، مزروع بألغام بحرية.
الإنعاش الاقتصادي
الكاتب يضيف: تشير التقديرات الحالية إلى أن 160 ألف كيلو متر مربع من البلاد قد تكون ملوثة بتلك الألغام.
وأوضح أنه عندما نعلم أنه في عام 2020، تم تطهير 153 كيلومترًا مربعًا من الألغام على مستوى العالم، فإن هذا المعدل يعني أن تطهير أوكرانيا سيستغرق أكثر من 1000 عام.
وأردف: على الرغم من تقديم المساعدة الإنسانية لإزالة الألغام في البلاد، إلا أنها لا تزال صغيرة الحجم وبعيدة عن المناطق ذات الأولوية لإعادة الإعمار في المستقبل.
وختم بالقول: لذلك، نظرًا لأن الانتعاش الاقتصادي لا يمكن تحقيقه حقًا دون إزالة الألغام، فإن هذه المهمة يجب دمجها في أي خطة مارشال مستقبلية.
