ما زلتُ أتذكَّر موقف صديقي الذي كان يعمل مديرًا لإدارة التقنية بإحدى المؤسسات، وتم بعدها تدويره ليكون مديرًا لإدارة الصيانة بها، وهذا ما أصابه بإحباط وعدم تقبُّل للمنصب الجديد الذي يختلف كليًّا عن عمله الأول، حيث احتاج وقتًا طويلًا للتأقلم مع المنصب الجديد.
وبعد فترة، أثبت جدارة وتمكنًا وتقبُّلًا للمكان الجديد، وحقق فيه منجزات وتغيّرات جذرية.
فدعاني الفضول لزيارته وسؤاله عن سبب هذا التغيُّر الذي جعله يتقبّل ويُحدث التغيير، فأكد لي أن مدير تلك المؤسسة أكد له أنه يستطيع صنع الاختلاف والتغيير متى ما تقبّله وأحبه وأدرك أن كل عمل مهما صغر يكبر، ومهما همّش نستطيع أن نعطيه الأولوية.
عندما تعتاد على عملك الروتيني المكرر لن تستسلم إذا تغيّر هذا الروتين لخلق متعة جديدة، وتحدٍّ جديد، وإثبات ذات، فالمهم أنك مؤمن بقدراتك، بكل ما تملكه ذاتك من مواهب وقدرات ولمسات تجعلك جديرًا بالمكان، تحرّك كل الذين معك ليكونوا منتجين، فالعديد منهم فقط ينتظرون الفرصة ليكون له دور في التغيير الجديد.
كلما وجدت الأشياء في مكانها المعتاد جامدة لا تتحرك ستصاب بركود عجيب قد لا يحرّك فيك شيئًا، لكنك عندما تجد أماكنها تغيّرت، وأنه يجب عليك تحريك حواسك لتعيد ترتيب الأماكن والأولويات، فسيكون ذلك دافعًا لك لصنع شيء جديد لم تعتَد عليه، ومن هنا يبدأ بذل الجهد لصنع نجاحات وإنجازات وإثبات الذات، ذلك الذي تستطيع به إعادة اكتشاف نفسك والوصول لمكامن الإبداع بذاتك، فبعض الخفايا داخلنا تحتاج مَن يُعيد اكتشافها وحتى خلق بيئتها الجديدة.
نعم أنت تستطيع متى ما كنتَ مؤمنًا ومتأكدًا بأنك قادر على ذلك مؤمنًا بكل ما تملكه وما تقدر على تحقيقه.
samialjasim1