@shlash2020
بعد مباراة منتخبنا مع الأرجنتين، والتي تفوّق فيها المنتخب السعودي، رغم أن التوقعات كانت كلها لا تشكك -مجرد تشكيك- في فوز المنتخب الأرجنتيني، مع أنه قد انقلب الأغلب بعد الفوز وصار متوقعًا النتيجة الجميلة!
انطلق سؤال بين الجماهير: ميسي وينه؟!
هذا السؤال، وتخصيص ميسي من بين زملائه، يبيّن أهمية القائد والمبدع في البيت والعائلة والمؤسسة والمجتمع، فحضوره نجاح، وغيابه خلل، ولذلك لابد من الحرص على صناعة القيادات والمحافظة عليهم، وبيان دورهم لهم قبل غيرهم.
هل لدينا أزمة في القيادات؟
في التنظير الكل متميّز، ولكن عندما نأتي للواقع نجد أن هناك خللًا يجب التنبه له والسعي لمعالجته، ومن ذلك دعم القيادات وتثبيتهم.
على مستوى الأسر تجد الأب يتذمر من مسؤوليات البيت، ومن مهام التربية الشاقة، وقد يلقي بمسؤوليات شريكة حياته وأبنائها على والدها وإخوانها.
على مستوى العائلات، تجد العائلة التي يُضرب بها المَثل تصبح مع الوقت ضعيفة مفككة؛ لأن مَن يجمعها قد غاب والبقية سلبيون.
على مستوى المؤسسات، ما إن يتعرض بعض المديرين لمشكلة حتى يطلب الإعفاء، وهناك مؤسسات تبحث عن القائد فلا تجده، فتولي مَن لا يعرف من القيادة إلا المظاهر.
يجب أن ندرك أهمية القائد ودوره المحوري، ويجب أن يدرك القائد أنه لابد من الصعوبات، ومن أراد أن يريح رأسه ويبتعد عن المشاكل لن يكون قائدًا، واقرأ سير القادة والناجحين في كل زمان ومكان، أول ما تقع عينك على الصعوبات والمشاق التي واجهوها حتى وفقهم الله فحوَّلوها من صعوبات لتحديات، ونجحوا في تجاوزها.
قدوة القادة "صلى الله عليه وآله وسلم" واجه من الصعوبات ما لا يُطاق، فكيف لو تعب مما واجه، وقرر عدم الاستمرار في تحمُّل أعباء الرسالة، ما الذي كانت ستعانيه البشرية أكثر مما تعاني؟
أيها الآباء! أيها الوجهاء، أيها المديرون! احمدوا الله على ما أعطاكم، واصبروا وصابروا على متطلبات القيادة، فإن عاقبة الصبر النجاح.
عندما خرج "صلى الله عليه وآله وسلم" إلى الطائف يدعوهم وآذوه، وكان يومًا شديدًا عليه، ناداه جبريل من فوقه ثم ملك الجبال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين. فقال "صلى الله عليه وآله وسلم": «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم مَن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا».