أكتب هذه المقالة قبل مباراة منتخبنا مع بولندا. وتوقعاتي لها أن تنتهي بالتعادل، فإن انتهت بذلك فبها، وإن انتهت بالفوز فذلك فضل وتوفيق من الله.
ما يعنيني من كل مشاركتنا في بطولة كأس العالم هو اكتشاف مزيد من الأصدقاء العرب والأجانب، واكتشاف مزيد من الأعداء الذين لا ينفكون ينفثون أحقادهم وسمومهم، ومنهم للأسف من تورمت أكتافه من وظائفنا وخيراتنا وسماحتنا.
هناك أصدقاء لنا مخلصون في السراء والضراء، وهناك أصدقاء الفوز، الذين ما أن انتصرنا على الأرجنتين حتى انبروا بالتهاني والتبريكات واعتبار هذا الفوز فوزهم. ولو رجعت إلى ماضيهم البعيد والقريب لوجدتهم يحملوننا المسؤولية عن كل هزيمة تحدث في الكون العربي المضطرب، بل ويتربصون بنا في كل مكان وفي كل مناسبة.
هؤلاء من (أصدقاء الفوز) لا يسرنا انضمامهم إلى انتصاراتنا، ولا يمكن أن نسمح لهم بأن يقفزوا إلى مراكبنا السائرة.
هذه المراكب التي طالما حاولوا أن يخرقوها ويعطلوا قدرتها وسيرها إلى الأمام كمدا وحسدا من عند أنفسهم.
ما رفع من وتيرة سعادتنا بحق هو أولئك العرب البسطاء الذين استجابوا لانتصارنا بعفوية بالغة وغنوا ورقصوا كما غنينا ورقصنا.
التعبير العفوي عن الفرح يختلف عن تعبير المستغلين والمتصيدين للانتصارات، الذين سرعان ما يعودون إلى سيرة المرتزقة في الإساءة إلينا والنيل منا.
@ma_alosaimi