في حوارٍ حدث بيني وبينَ إحدى الكاشيرات في إحدى المحلات المعروفة حولَ رغبتي في تعويضي عن حقيبة جديدة اشتريتها للتو بعد أن وجدتُ بها خللا ما بحقيبة أخرى جديدة، قامت بإجراء آلية طلبي كما يجب، من تصوير الخلل الذي في الحقيبة، ومن ثم إرساله عبر البريد الإلكتروني للفرع الرئيسي والذي هو في خارج المملكة، وحين انتهت من ذلك، سألتها عن موعد الرد على طلبي، وأجابتني بالكلمة الأكثرَ تداولاً (أنتِ وحظك) قد يأتي الرد خلال أسبوع وأحياناً قد يتأخر لشهر.
في الحقيقة لا أعلم كيف شعرت بالجمود في عقلي عند سماعَ ردها!!
هي تطلب مني أن أوكل أمري للحظ! وكأننا ما زلنا نعيش في زمن الجهل والضلال.
ماذا تعني كلمتها؟ وهل كُل أمور حياتنا تتم بهذهِ الآلية؟
هل كُل ما في هذا الكون من فشل ونجاح وصحة ومرض هو بسببِ الحظ؟
بعد خروجي من المحل حللتُ كلمة (أنت وحظك) طويلاً في عقلي، أنت: ضمير يُطلق على المخاطب، وذلك يعني اشتراطَ حضور صاحبه عند النطق به، أما بالنسبة لكلمة حظك فالمقصود بالحظ الأمر الذي يحدث للإنسان خارجَ إرادتهِ ونيته، ويحدث من خلاله ما كان يرغب بِحدوثه، والحظ يعني أن نربط آمالنا بفرص عشوائية قد تصيب وقد تخيب، العجيب من هذا كله أننا لحظة سماعنا لها نستجيب لمعناها، ونترك الأمور فعلاً تتصرف نيابةً عنا.
عرفتُ أخيراً بأنها الكلمة الوحيدة التي يستخدمها من لا حيلة له، الكلمة التي اختصرت مئاتَ الاستراتيجيات، وملايين السياسات والخطط، الكلمة التي تُشكل حاجزاً لأي شخص من بلوغِ هدفه، فهي تُحيلهُ إلى وضعِ كفه على خده وانتظار ما يفعل بهِ الحظ.
ومن جهة أخرى للموضوع تساءلت هل يعني ذلكَ أن كُل أولئك الناجحين في الحياة كانَ نجاحهم بسببِ الحظ؟ وإن كانت الإجابة نعم، إذن لماذا على الجميع أن يُفكر ويخطط ويتعلم ويبذل جهداً طالما أن كُل ما في هذهِ الحياة يتم بالحظ؟
أترك إجابة السؤال لكم.
ومضة:
الكسالى والفاشلون سيجعلون الحظ الشماعة التي يعلقون عليها أخطاءهم وفشلهم في الحياة.
أروى المزاحم
@al_muzahem