"رجعت الشتوية".. جملة موسيقية بصوت فيروز التي طالما ارتبط صوتها بالأجواء الشتوية خاصة هطول الأمطار، بعدما طرحت العديد من الأغاني التي تحدثت فيها عن هذا الفصل كأنها تنتمي إلى درجات الحرارة المنخفضة مثل الجو الذي وُلدت فيه.
وأصبح صوت فيروز يمد المُستمع بشيء من الدفء، ويوافق اليوم ذكرى ميلاد جارة القمر الـ87.
بدأت جارة القمر مشوارها في عام 1940، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم ما زالت فيروز تتمع بطبقة الصوت المتفردة نفسها، وعلى الرغم من وصول عدد أغنياتها إلى 800 أغنية، بجانب 3 أفلام و400 ألبوم، فإن الجمهور يحب سماعها في فصل الشتاء.
لماذا تتناسب أغاني فيروز مع فصل الشتاء؟
طبقة صوت فيروز
قالت الناقدة الموسيقية علا صلاح في تصريحات صحفية سابقة، إن سر تميز صوت فيروز هو تمكنها من الوصول إلى "القرار - الطبقة المنخفضة من الصوت"، بشكل صحيح.
وأضافت: في الوقت نفسه يمكنها الوصول إلى طبقة "جواب - الطبقة العالية من الصوت" بشكل عالٍ جدًا، حتى تمكنت من التفوق على أم كلثوم في الطبقات العالية.
وتابعت: فيروز تتمكن من الانتقال بين درجات الطبقة المنخفضة إلى أعلى درجات الصوت، في جملة واحدة بشكل سريع وسلس، وهذه النقلة هي سر تميزها في الأغنيات ذات الموسيقى الكلاسيكية.
تأثير الأغنيات الكلاسيكية على الحالة النفسية
أثبتت الدراسات التي أجراها العلماء في موقع المركز الوطني لمعلومات التقنية الحيوية عام 2013، أن الموسيقى الكلاسيكية تساعد على الشعور بالاسترخاء.
بالإضافة إلى قدرة الأغاني على تقوية الذاكرة ورفع جودة النوم، وغيرها من الأثار التي تجعل الموسيقى مهمة وسماعها يساعد الشخص على تأدية عمله بكفاءة أكثر، حتى إذا كان مُصابًا بالكسل بسبب فصل الشتاء، وقد يصل تأثير الأغاني لوصول الشخص إلى مرحلة الشعور بالدفء.
أغنيات فيروز لفصل الشتاء
طرحت فيروز عددًا من الأغنيات التي تحدثت فيها عن فصل الشتاء، ولعل أبرزها "حبيتك"، "بليل وشتي"، "تحت الشتا حبو بعضن"، "رجعت الشتوية"، "شتي يا دنيا"، "أسامينا"، وغيرها من الأغنيات التي ذكرت فيها فصل الشتاء وربطته بالحب والمشاعر الدافئة.
أخر ظهور لـ فيروز
تحرص ريما الرحباني ابنة جارة القمر، على نشر فيديوهات جديدة لها بين وقت وآخر، ونشرت أمس فيديو نادر لها من التدريبات على أغنية "مصر عادت شمسك الذهب".
كما نشرت فيديو جديدًا لها وهي تحتفل بذكرى ميلادها وتطفئ شمعة في كعكة خاصة بها، وكان أحدث ظهور تلفزيوني لفيروز في 2020، عندما زارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومنحها وسام جوقة الشرف الفرنسي.
والاسم الحقيقي لفيروز هو نُهاد وديع حداد، وُلدت في بيروت، وتنتمي إلى الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان، إذ لاقت أعمالهُا الفنية رواجًا واسعًا في العالم العربي والغربي، ولُقبت في لبنان بـ(العمود السابع لبعلبك).
ولدت في قضاء الشوف بجبل لبنان، وكانت الطفلة الأولى للعائلة، نشأت في حارة زقاق البلاط في الحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية بيروت.
عمل والدها في مطبعة الجريدة اللبنانية "لوريون لوجور"، أما والدتها فتوفيت عام 1961 في اليوم نفسه الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية "يا جارة الوادي"، وكان عمرها لا يتجاوز 45 عامًا.
أحبت الغناء منذ صغرها، وفي إحدى الحفلات المدرسية عام 1947 التقى محمد فليفل بالطفلة نهاد حداد، وكان عمرها آنذاك 14 عامًا، وأعجب جدًا بصوتها، وكان له الفضل في مشاركتها كمؤدية في كورس الإذاعة، ثم انضمت إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة.
وبعد 4 سنوات من الدراسة في المعهد، نجحت أمام لجنة فحص الأصوات المؤلفة من حليم الرومي ونقولا المني وخالد أبو النصر.
وكانت النقلة الكبيرة لها عندما قدم لها حليم الرومي (الذي أطلق عليها اسم فيروز) ألحانًا لأول أغنياتها، ولاقت صدىً واسعًا في الإذاعات العربية في تلك الفترة مثل "يا حمام يا مروح"، و"بحبك مهما أشوف منك" عام 1952.
تعرّفت فيروز في بداية الخمسينيات على الأخوين رحباني اللذين بدأت معهما مشوارًا طويلًا ومثمرًا من التعاون الفني، تمثّل في المئات من الأغاني والعديد من المسرحيات الغنائية، وأبدعت في الموشحات الأندلسية والمواويل والعتابات.
سطع نجم فيروز ومعها الأخوان رحباني بعد مشاركتهم في مهرجان بعلبك لأول مرة عام 1957، وتوالت بعدها المهرجانات من بعلبك إلى دمشق إلى مسرح البيكاديلي.