@hananabid10
ليس استنساخ فكرة قديمة وبناء مشروع عليها بجريمة ولا بخطأ أخلاقي، فالأعمال هي تطور تاريخي إنساني واجتماعي وثقافي تعبر عن تفاعلات الإنسان مع الأرض ومع البيئة ومع أخيه الإنسان، ولذا فليس هناك ثمة موانع تمنع استنساخ عمل تقليدي، وإن كانت الأعمال الحديثة اليوم خاصة تلك التي على شبكة الإنترنت هي أعمال تمتلك خاصية حماية الملكية الفكرية في كثير منها، إلا أن الأعمال التي لا مخاطرة قانونية في إطلاقها تعتبر كثيرة.
واستنساخ فكرة يسمح القانون بتأسيس عمل استثماري فيها يعد خطئا جسيما وباهظ التكلفة مالا ووقتا وجهدا، إلا في حالات تخرج ذلك العمل من دائرة الفشل هذه. ولذا فإننا وعندما نقرر أننا بصدد البدء بمشروع تجاري لا يقدم فكرة جديدة، علينا حينها أن نبحث بعمق في مجموعة من القضايا والأطروحات الهامة قبل أن نبدأ بالإنفاق على ذلك المشروع. فما الذي يجب علينا معرفته لكي نأخذ القرار السليم؟
لا يعد إنشاء مشروع مستنسخ فكرة سيئة إذا ما كان هذا المشروع يقدم انعطافة ولو صغيرة على مستوى إما جودة المنتج أو على مستوى جودة الخدمة. إن السوق لا يؤمن مطلقا وعبر كل التاريخ الإنساني بقيمة القداسة، فالولاء هو دائما للأفضل، ولمن يقدم منتجا أعلى جودة وإن غلا ثمنه، أو ذات جودة لا بأس بها بسعر معقول، أو تلك الخدمة القديمة التي يتم استحداث قيم جديدة فيها تجعلها رغم قدمها تمتلك عناصر جذب جديدة للجمهور المستهدف.
فإذن نحن هنا نتحدث عن قضية واضحة وهي قضية التحسين والتطوير، فإن كان رائد الأعمال لا يمتلك منهجا واضحا وخطة مرسومة بشكل جيد لتقديم منتج أو خدمة محسنة بشكل حقيقي، فإن فكرة مشروعه المستنسخ ستعتبر مخاطرة عالية قد تحتمل الفشل والنجاح، لكن احتمالية الفشل لذلك المشروع تعد كبيرة. وليس أفضل من ضمان نجاح مشروع بعد الاتكال على الله سبحانه وتعالى بكل تأكيد، من أن نمتلك خط سير واضحا وأن نعرف إلى أين نحن متجهون، بشكل علمي مبني على مناهج علمية حقيقية وبعيدا عن إقحام آرائنا الشخصية في المشروع واستحضار تجاربنا السابقة وتجارب الآخرين التي قد تكون بعيدة كل البعد عن شروط ومتطلبات نجاح مشروع مستنسخ فكرته في زمن الأسواق التي لم تعد تشبه الأسواق حتى تلك التي كانت قبل عشرين عاما. لذا علينا ألا نناطح حقائق المتغيرات وأن نمتلك صفة المرونة في التفكير فمن دونها تعد نسب النجاح ضئيلة جدا.