@almarshad_1
يعاني الجميع من الازدحام المروري الذي يلف أرجاء العاصمة من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها بحيث أصبح الخروج بالسيارة في أوقات معينة من أصعب المهام التي يمكن أن تقوم بها، والازدحام ليس مقتصرا على أوقات الذروة فقط إنما يتعدى ذلك في أغلب الأوقات، وأتذكر أنني خرجت قبل عدة أيام من منزلي في شمال الرياض عند الساعة الرابعة عصرا قاصدا أحد أحياء جنوب الرياض واستغرق المشوار مني ما يقارب ساعة ونصف الساعة بسبب الازدحام الكبير، وهو ما حدا بالكثير لتأخير مشاويره إلى أوقات أخرى لعل الوضع يتحسن، ولكن عندما تصبح المشاوير ضرورة لا يمكن تأخيرها أو حالات طارئة فهنا تقع المشكلة.
الدولة لم تقصر في هذا الموضوع حيث نفذت آلاف الكيلو مترات من الطرق المعبدة والكباري والأنفاق وغيرها خلاف المترو الذي ينتظره الجميع على أحر من الجمر ليساهم في فك تلك الاختناقات المرورية ولكن ما زال الوضع صعبا حتى الآن.
هذا الازدحام يؤكد أمرا إيجابيا من وجهة نظر مختلفة وهي: أن الرياض تنمو بشكل متسارع بحيث ازداد عدد السكان من (500) ألف نسمة عام 1379 هـ ليصل في وقتنا الحاضر إلى ما يقارب التسعة ملايين نسمة، وهذا الرقم مرشح للازدياد خلال الأعوام القليلة القادمة ليصل إلى (15) مليونا، أيضا اتسعت المدينة مئات الأضعاف عما كانت عليه قبل عدة سنوات خلاف تضاعف أعداد السياح والزوار وانتقال مقار الشركات الكبرى إلى هنا وكذلك زيادة أعداد المعارض والمؤتمرات العالمية التي يتم تنظيمها بشكل مستمر مما يجلب الكثير من الزائرين، وأكبر معرض عالمي من نوعه (أكسبو) الذي تشير الترشيحات إلى حصول الرياض على تنظيمه خلال 2030، جميع ذلك يؤكد أن العاصمة تنطلق بقوة لتصبح من أهم العواصم العالمية بإذن الله.
تلك الحلول في مجال النقل والطرق مع هذه الانطلاقة القوية للرياض ربما تحتاج إلى عامل آخر وهو تطوير المدن الصغيرة لتصبح ضواحي تساهم في فك الازدحام المروري عن العاصمة بحيث يتم تطوير مدن (العيينة والجبيلة وحريملاء وضرماء) وبناء مشاريع الإسكان هناك، وأيضا بناء المقرات الحكومية في تلك المدن وبعض المستشفيات، ولا أعتقد أنه توجد مشكلة نظرا لقرب تلك المدن من الرياض بالإضافة لوجود شبكة طرق ممتازة تربطها ببعض. هذا من أفضل الحلول الناجحة لتخفيف الازدحام المروري والقضاء على تكدس السيارات المرعب في الطرقات.