أنا من جيل العاصمة التايلندية بانكوك. غزوتها في أواسط الثمانينات، وكان لي فيها مغامرات يفرضها الصبا، ويشجع عليها ما يعتبره البعض تسامحا تايلنديا فائضا.
غير الصبا و(الفوائض) لا يمكن أن تزور بلدا تتناسل ابتسامات أهله مثل الأرانب مثلما هو الحال في تايلند. ولا يمكن أن تجد في الدنيا فقيرا وسعيدا مثلما تجد في بانكوك، حيث تبيعك عجوز بائسة تقبع على الرصيف شوربة (توم يم) مشفوعة بامتنان عظيم لإعطائها هذه الفرصة لخدمتك ولإعطائك هذه الفرصة لمساعدتها.
في كل مكان، هناك وآنذاك، لم أشعر أنني راغب بمغادرة بانكوك إلا إلى مكان تايلندي آخر تتنوع فيه (الفوائض) وتفرض نفسها عليك لتكون أكثر طاقة وسعادة.
كثيرون من مجايليني، حين يقرأون هذا المقال، سوف يحكون رؤوسهم ويمصمصون شفاههم حسرة على تلك الأيام الخوالي التي كانت فيها بانكوك (الديرة) القابلة لكل الغزاة مهما كان حجم محافظهم. كل في بانكوك بمقدوره أن يعيش أياما حلوة من الوصول إلى المغادرة، وكل يحزن إذا اقترب وقت العودة.
الآن تعود بانكوك إلى الصورة بشكل آخر، مع بقائها على ما أظن على نفس الحالة من الابتسامات والفوائض. الشكل الآخر الذي تعود به شكل تنموي، صناعي وتقدمي.
أي أن لديها الاستعداد لتمنح العالم شيئا آخر إيجابيا: التشارك في النجاح والبناء من أجل الرفاهية.
@ma_alosaimi