DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

إلقاء الطعام للحيوانات..ضرر بيئي في الأحياء وتشويه للمشهد الحضري

إلقاء الطعام للحيوانات..ضرر بيئي في الأحياء وتشويه للمشهد الحضري

تحول إلقاء بقايا الطعام على الأرض في وسط الأحياء، بحجة إطعام الحيوانات، إلى ظاهرة مزعجة، تسبب مشاكل بيئية.

وأكدت أمانة المنطقة الشرقية لـ"اليوم" أن هناك طرقًا بديلة لوضع الطعام والماء للحيوانات، مثل وضعها على الأشجار باستخدام أدوات تساعد الطيور على شرب الماء.

وكذلك وضع صناديق لأكل القطط بأماكن لا تكون على الأرصفة، مثل المزارع وأماكن تواجدها، وبصورة حضارية لا تؤثر على البيئة.

وأكد مختص بيئي أن بقايا الأطعمة إذا تراكمت وتعرضت لرطوبة ودرجة حرارة مناسبة، تكون بيئة خصبة لنمو البكتيريا المسببة للأمراض.

صناديق بأماكن مخصصة بعيدا عن الأرصفة

قالت هدى الشهراني من سكان حي الشعلة: "نعاني هذه المشكلة، خاصة أن الحيوانات لا تأكل الطعام المقدَّم لها، وتلقيه في الأرض بشكل عشوائي".

وأضافت إنه يجب تخصيص مكان لجمع المأكولات مثل صناديق الخبز، خاصة أن هذه الظاهرة المنتشرة تجلب الأمراض.

وذكرت بيان المذن، من سكان حي الفيصلية، أن وضع الطعام للحيوانات رحمة، خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة، ولكن لابد من وضعها بطريقة مخصصة لها، بحيث لا تسبب تشوهًا بصريا.

وضع الطعام في الشوارع مقترحات وحلول - اليوم

فيما أوضحت أمل الجاسم التي تسكن حي غرناطة، أن هناك الكثير من الأماكن بها أطعمة على الأرض بصورة سيئة؛ بهدف إطعام الحيوانات وأن الحلول المقترحة لهذه المشكلة تكمن في وضع سلة أو صناديق بأماكن مخصصة.

حملات توعوية ورقابة مجتمعية

أوضحت أمانة المنطقة الشرقية لــ"اليوم" أن وضع الطعام على أرصفة الشوارع والأماكن العامة، يسبب مشاكل بيئية وتشويهًا للمشهد البصري، وعليه تعتبر مخالفة.

وأشارت إلى قيامها من خلال مراقبيها برصد المخالفات، عبر الجولات الرقابية، إضافة إلى الرقابة الاجتماعية من خلال رفع البلاغات التي ترد عبر مركز "940" من السكان حول بعض الممارسات الخاطئة.

ويعتبر الرمي العشوائي من أبرزها؛ مما يسبب الكثير من تشويه المشهد الحضري، وزيادة أعباء على المشاريع الحكومية، بجانب تنفيذ حملات توعوية، تمنع بعضًا من الممارسات الخاطئة في المجتمع.

رمي الطعام للكلاب الضالة في الشوارع يسبب التلوث - اليوم

وأضافت أن هناك طرقًا بديلة لوضع الطعام والماء للحيوانات، مثل وضعها على الأشجار باستخدام أدوات تساعد الطيور على شرب الماء، أو وضع صناديق للأكل للقطط بأماكن لا تكون على الأرصفة، مثل المزارع وأماكن تواجدها، وبصورة حضارية لا تؤثر على البيئة.

وتسهم بقايا الأرز ورميها على الأرض بشكل غير سليم في تجمّع الحشرات والزيوت؛ لذلك يجب استخدام الأساليب التي تساعد في وضع الأطعمة ولا تؤثر على المكان.

وكشفت عن العمل على وضع خطط توعوية، سيتم الإعلان عنها، للحد من التصرفات الخاطئة، وأيضًا الطرق الصحيحة للاستفادة من تدوير الأطعمة ووضعها بالأماكن بشكل سليم، وتهيئة بعض المواقع لذلك من خلال مبادرات لتوفير أماكن لسقيا الطيور وإطعام القطط وغيرها.

انتشار المخلفات بسبب رمي بقايا الطعام للحيوانات - اليوم

وأوصت الأمانة بتوعية المجتمع بخطر هذه الظاهرة، عبر تنفيذ الحملات لتعقيم ورش الأرصفة والشوارع والميادين العامة، كما تم تطوير خطط توعوية؛ للحد من تلك الممارسات، وأيضًا رفع كفاءة المشاريع واستحداث أنظمة تسهم في القضاء على هذه المخالفات.

مخالفة غير مدرجة بلائحة "الذوق العام"

قال المحامي أحمد المالكي، إنه بموجب نصوص لائحة المحافظة على الذوق العام، قامت وزارة الداخلية بإصدار القرار الوزاري المتضمن معاقبة كل مخالف للائحة المحافظة على الذوق العام، طبقًا للعقوبات الواردة في جدول المخالفات المرفق بهذا القرار، مع مراعاة أنه لا يجوز إيقاع عقوبة على أي سلوك لم يُنَص عليه في جدول المخالفات.

وأضاف المالكي أن سلوك وضع الطعام بشكل عشوائي على الأرض في الأماكن العامة؛ بهدف إطعام الحيوانات غير منصوص عليه في جدول تصنيف مخالفات لائحة المحافظة على الذوق العام المُعَد من قبل وزارة الداخلية.

أحمد المالكي يؤكد معاقبة كل مخالف للائحة المحافظة على الذوق العام - اليوم

وبين أنه لا عقوبة نظامية واجبة التطبيق على مَن يأتي بمثل هذا السلوك، الذي يشبه مخالفة "البصق وإلقاء النفايات في غير الأماكن المخصصة لها"، الواردة في جدول تصنيف مخالفات لائحة المحافظة على الذوق العام.

وأوضح أن المعيار هنا في تحديد كون السلوك يُعد مخالفة أم لا، هو اعتبار الطعام الموضوع في الشارع طعامًا جديدًا وُضع خصيصًا لإطعام الحيوانات أم نفايات أو بقية طعام.

فإن كان الطعام الموضوع في الشارع نفايات ويُعد مخالفة وجب العقاب عليها بغرامة 500 للمرة الأولى، ويضاعف مقدار الغرامة في حال تكرار المخالفة نفسها خلال سنة من تاريخ ارتكابها للمرة الأولى.

التوعية بطرق الشراء "قدر الحاجة" لخفض الهدر

أكد المختص البيئي الوليد الناجم أنه رغم جهود البلديات في عملية الإصحاح البيئي بمكافحة الحشرات والقوارض والكلاب الضالة وتعقيم النفايات، إلا أنه للأسف انتشرت ظاهرة عند البعض بوضع بقايا الأطعمة من اللحوم والأرز والمخبوزات والخضراوات على الأرصفة من أجل حفظ النعمة وإطعام الحيوان، وهذا التصرف يعيق المشي على الأرصفة، ويُعد من التشوه البصري ومصدرًا للروائح الكريهة.

الوليد الناجم يؤكد أن التصرف تشوه بصري ومصدر للروائح الكريهة - اليوم

وذكر أن بقايا الأطعمة إذا تراكمت وتعرضت لرطوبة ودرجة حرارة مناسبة تكون بيئة خصبة لنمو البكتيريا المسببة للأمراض، وتُعد الحشرات من نواقل الأمراض، ومنها الذباب الذي يتغذى عن طريق المواد المتعفنة.

وتعدُّ الأطعمة المقلية غير صحية للحيوانات، كما يسبب وجودها على الأرصفة بقعًا دهنية يصعب إزالتها، كما أن الأطعمة سريعة التلوث لا ينبغي وضعها على الأرض، مثل الخضراوات والفواكه، وتليها اللحوم وأخيرًا المخبوزات.

وأوضح أن الآثار السلبية تسبب مشاكل بيئية، منها تكاثر الحشرات وجذب الكلاب الضالة والقوارض، وأن هذه الأغذية المتعفنة مصدر لأمراض الحيوانات، فاختلاط الأغذية من لحوم ودجاج والأرز وتعرضها لظروف تساعد في أن تنتج عنها بكتيريا تصاب بها الطيور، منها بكتيريا "السالمونيلا"، وتُعد من الأمراض الوبائية التي يصاب بها الإنسان والحيوان.

انتشار الكلاب الضالة يهدد المارة - اليوم

وشدد على أهمية التوعية بطرق الشراء قدر الحاجة من أجل خفض هدر الأطعمة، وفرز المخبوزات، وهناك حاويات مخصصة تُجمع فيها بقايا الخبز من أجل استفادة مربي المواشي.

وقال: توجد أجهزة صديقة للبيئة تقلص حجم المخلفات 90٪ من بقايا الخضراوات والفواكه، والاستفادة منها كأسمدة طبيعية للحديقة كما يُعرف "كومبوست"، فهي تحسن التربة وتساعد على نمو النبات أو التبرع بفائض الطعام.

ودعا إلى أهمية تقليل بقايا الطعام حتى لا يصبح لدينا فائض، ومن باب حفظ النعمة يتم فرز بقايا الأطعمة، وأكثرها المخبوزات فهي تشكل 30٪ من بقايا الأطعمة، حسب البرنامج الوطني للحد من الفقر والهدر من الغذاء، والتخلص السليم في الحاوية المخصصة وتكون موزعة في الأحياء السكنية.