DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المناطق الصناعية.. الخرسانة والمستنقعات هاجس في «تركية» القطيف

المناطق الصناعية.. الخرسانة والمستنقعات هاجس في «تركية» القطيف

بين "الإهمال والعشوائية" وتدني مستوى المرافق الأساسية «النظافة والمياه والصرف الصحي والسفلتة والإنارة»، تقبع المناطق والمدن الصناعية في محافظات المنطقة الشرقية، نتيجة السيارات الثقيلة «الشاحنات»، بجانب السيارات الخفيفة، وتدنّي حالة الشوارع، وانتشار مستنقعات الصرف الصحي، وخروج أعمدة الإنارة من الخدمة، بجانب غياب العمالة المؤهلة والمدربة، وتفاوت أسعار الأعمال الفنية، وعدم وجود تسعيرة موحَّدة بفواتير تحفظ حقوق مختلف الأطراف.

في صناعية التركية بمحافظة القطيف، التي تقع في قلب النطاق العمراني، تنتشر مصانع الخرسانة، التي تتسبب بأضرار في البيئة والإنسان، مما يتطلب تدخل الجهات المعنية لوقوعها على شريط الساحل وكورنيش مهم.

الشهاب: الوضع الراهن بصناعية التركية سلاح ذو حدين

قال سكرتير المجلس البلدي السابق والمهتم بشؤون البيئة، عبد الله حسن الشهاب، إن الوضع الراهن بصناعية التركية سلاح ذو حدين، فالمخططون الذين خططوا لها منذ أكثر من 47 عامًا، وضعوها بعيدًا عن الأحياء السكنية، وكان هناك شحُّ كبير ولا توجد مخططات خاصة للمصانع والورش، أو ما يُطلق عليه تخطيطيًّا «مخطط للصناعات الخفيفة».

ولفت إلى أنه تم تنفيذ هذا المخطط في ذلك الزمان، واعتمد وكان الوقت والفكرة مقبولين؛ لأنه بعيد عن الزحف العمراني والأحياء السكنية، ولكن مع مرور الوقت وتطور الزمن والحياة والطفرة السكانية، التي نتجت عنها طفرة عمرانية بصورة كبيرة بمحافظة القطيف، أصبح المخطط لصيقًا بالمخططات المأهولة بالسكان والمنازل ملاصقة للصناعية.

عبد الله الشهاب سكرتير المجلس البلدي السابق والمهتم بشؤون البيئة- اليوم

نقل مصانع الخرسانة

أبان الشهاب بأن مخطط الصناعية اليوم يحاذي كورنيش وساحل القطيف وتاروت، ونأمل نقل مصانع الخرسانة الموجودة في صناعية التركية لما لها من أضرار، وإنشاء منطقة لمصانع الخرسانة خارج الحدود وعدم مجاورة السكان والمساكن، وهذا حل يُرضي الجميع ويخدم المصلحة العامة بتحسين المشهد البصري.

وكذلك الحد من التلوث ومصادر التلوث، التي تتسبب بها مصانع الخرسانة الجاهزة، فهذه المصانع تستخدم الكنكوريت والأسمنت والرمال والأتربة، وهذه ينتج عنها غبار ناعم جدًّا يتطاير في الهواء ويصل للمنازل مما يتسبب بأضرار كبيرة على الناس، منها الأمراض التنفسية، بجانب الأضرار حتى على الأشجار عبر غلق مسامها في الأوراق؛ مما يسبب موتها.

وأوضح أن الحل هو نقل المصانع إلى مخطط معتمد بعيد، آخذين في الاعتبار التطورات المستقبلية، وتحويل البلكات المُطلة على الكورنيش الشمالي والشارع الغربي المقابل إلى مخطط أو استخدام تجاري متعدد الأدوار «ثلاثة أدوار» لعمل معارض تجارية حديثة لينتهي التلوث البيئي والبصري، الذي سببته المصانع، مع الإبقاء على الورش الصغيرة لأن بها استثمارات كثيرة ومصدر رزق، وأيضًا عدم وجود البديل المناسب.

مخطط صناعية أبو معن ليس حلًا مثاليًا

وأكد الشهاب أن مخطط صناعية أبو معن ليس حلًا مثاليًا؛ لأنه بدون بنية تحتية، ويعتبر بعيدا عن تاروت والقطيف ومدنها وقراها، وأقرب مكان له يمكن أن يخدمه هو مدينة صفوى وأم الساهك وأبو معن والرويحة والدريدي.

ولفت إلى صعوبة نقل صناعية التركية بالكامل إلى موقع آخر، إذ توجد مصانع ألمنيوم وورش ضرورية، لعل بعضها كلف أصحابها الملايين وأصبح البعض عليه ديون منها، بجانب العديد من الشباب الذين يعتمدون على ما يحصلون عليه من أموال في لقمة عيش لهم ولأسرهم، ويجب فقط نقل مصانع الطابوق والخرسانة، كما هو معمول به في الدمام، وحتى يسهل الإشراف عليها ورقابتها من مسؤولي البلديات والجهات الأخرى.

مراقبة الخدمات البلدية

أكد المواطن حسن آل جميعان، أن صناعية التركية تحتوي على أكثر من 40 «بُلكًا»، وعندما وضع المخطط لها سابقًا كانت تقع وسطًا بين مدينة القطيف وقراها وتاروت، بعيدًا عن النطاق العمراني، وهذا المخطط بحسب علمنا وضع قبل عام 1400هـ، ولكن اليوم أصبحت الصناعية قريبة من المنازل والناس ومتطلبات الحياة واحتياجاتهم اليومية، وأصبح الجميع لا يستغني عنها، وهي متوسطة بين مدن وقرى محافظة القطيف.

وتابع بأنه رغم السلبيات في موقعها اليوم بسبب الزحف العمراني والنواحي الجمالية، التي تفقدها الصناعية، إلا أنه لا بد منها، ولكن يحتاج الأمر إلى تمشيط الصناعية وإزالة بعض المصانع الكبيرة ذات الضرر ونقلها وإعادة ترتيبها من جديد.

القطيف أصبحت ذات جذب سياحي

وقال آل جميعان إن محافظة القطيف أصبحت ذات جذب سياحي، ويجب مواكبة ذلك من جميع الجهات، وصناعية التركية تقع على الشريط السياحي الساحلي، فيجب أن تكون واجهة التركية مناسبة لذلك، ونستغل أن تكون محطة جذب وليست تنفيرًا، كتحويل الواجهة للتركية المطلة على البحر إلى مقاهٍ كبيرة ومطاعم جاذبة ومناطق ألعاب خفيفة.

وأشار المواطن آل جميعان إلى أن الصناعية تتطلب فتح مكتب مراقبة للخدمات البلدية يعمل على فترتين صباحية ومسائية تمتد حتى العاشرة مساء، فصناعية التركية تحتاج إلى رقابة البلدية المتواصلة والدائمة، ورفع مستوى النظافة العامة وتقديمها بشكل متواصل ويومي، وليس على شكل حملات متقطعة يقل أثرها بين حين وآخر، وبالتالي رمال تغزو الشوارع في داخل التركية، ومخالفات متنوعة.

حسن آل جميعان- اليوم

تصريف الأمطار وزيادة التشجير

أوضح المواطن محمد عبد العال أن الصناعية بشكل عام جيدة، وتبلغ مساحتها حوالي 1.5 مليون متر مربع تقريبًا بشكل طولي من الشرق للغرب، ويبلغ طولها من الشمال والشرق حوالي 1500م، وعرضها من الشرق والغرب حوالي 1000م، وهذه المساحة أعطت تنوعًا بالأنشطة الممارسة في هذه الصناعية الضخمة، ولكن ينقصها بعض المتطلبات الضرورية والمهمة كما هو لأي صناعية أخرى تتواجد في أي موقع ما، فهي تحتاج إلى الصرف الصحي، وتصريف الأمطار، والتشجير.

وشدد على ضرورة تنفيذ حملات تشجير واسعة في شوارع الحي القريبة من التركية، فشوارعها تعتبر منظمة، ولكن يجب زيادة التشجير، إذ توجد فيها مئات الورش والخدمات وقطع الغيار، ولكن نجد قليلًا من المحلات مقفلة، فنتمنى استثمار ذلك لصالح الشباب، خاصة أن الإيجارات ليست مرتفعة ومن الممكن استغلالها، لفتح أبواب رزق أمام بعض الأسر والعوائل.

زيارات البلدية للإشراف مهمة

وأوضح عبد العال أن هناك سيارات مهملة «سكراب» منذ فترة، ونتمنّى إزالتها لأنها تسبب تلوثًا بصريًا غير لائق في الموقع، والأمر يحتاج إلى متابعة على الدوام، فالسيارات المهملة قد تأتي بين حين وآخر، فإن تعرضت بعض المركبات إلى تلف بسبب حادث فقد تترك، وبعضها مكتملة الجسم دون ضرر، فيحتاج الأمر إلى تحديث الزيارات الإشرافية من قِبَل البلدية.

محمد العبد العال: المساحة أعطت تنوعًا بالأنشطة في هذه الصناعية الضخمة- اليوم

«أبو معن» لا تزال «رمالًا»

أشار المواطن حمد الداوود إلى أنه بعد إزالة صناعية مدينة صفوى قبل 3 سنوات تقريبًا، ازدادت الحاجة إلى صناعية جديدة قريبة من المدينة، خاصة مع زيادة عدد المركبات، ويمكن عمل مدينة صناعية.

وأضاف أن هناك مساحات كبيرة جنوب مدينة صفوى، وحاليًا مَن تتعطل مركبته يدخل في أزمة نقلها إلى ورشة، والخيار إما صناعية التركية، وإما خضرية الدمام وكلتاهما بعيدتان عن صفوى، ويتطلب ذلك معالجة الجهات ذات العلاقة بعمل صناعية بصفوى بعيدة عن النطاق العمراني وبعيدة عن التشوه البصري تخدم صفوى والقرى القريبة منها.

أحمد الداوود- اليوم

وأكد أنه عند هدم صناعية صفوى جعلت البلدية البديل «صناعية أبو معن»، التي لا تزال «رمالًا»، ولا توجد صناعية إلا في الكراس فقط، فهي لا تمتلك المقومات، فلا تصريف صحي، ولا مياه، ولا اتصالات أرضية، ولم تقم الورش بعد.

وأكد أنها كذلك بعيدة عن صفوى، فهي تقع قريبة من طريق أبو حدرية من الغرب وتعتبر خيارًا غير موفق، والأمر يحتاج لإعادة نظر من قِبَل الجهات ذات العلاقة، ونتمنى تفعيلها؛ لأنه من الممكن اللجوء إليها وتكون خيارًا ثالثًا لسكان صفوى.