قالت عميدة كلية الخدمة الاجتماعية في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن د. حمده بنت عبدالله الفرائضي : " يشهد العالم تحولاً رقميًا في جميع نطاقات الأعمال مهما كان حجمها ونوعها، ومع التطور السريع في عالم التقنية واتجاه الحكومات والمؤسسات نحو الرقمنة في كافة خدماتها؛ حرصت المملكة على تبني مفهوم التحول الرقمي الحكومي، وذلك باعتمادها خطوات فاعلة نحو تحقيق الهدف، منها إحلال العمليات الرقمية محل التقليدية ، ووضع خطط واستراتيجيات خمسية لضمان تحقيق أهدافها بجودة وكفاءة، والوصول إلى حكومة رقمية متكاملة تيسر كافة الخدمات للمستفيدين ، ونتيجة لذلك فقد حصلت المملكة على جائزة الريادة الحكومية التي يمنحها الاتحاد الدولي لقطاع الاتصالات المتنقلة، والتي تهدف إلى تبنى أفضل السياسات والتنظيمات الداعمة للاقتصاد الرقمي، وتحفيز الاستثمار والابتكار، والإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
جسامة التحول الرقمي في التغيير الذي يحدثه ثقافيًا
وأضافت " الفرائضي " في كلمتها خلال ملتقى الخدمة الاجتماعية الرقمية في ضوء التحول الرقمي ورؤية المملكة 2030 الذي شهد مشاركة واسعة من المختصين في الجامعات السعودية : " تكمن جسامة التحول الرقمي في التغيير الذي يحدثه ثقافيًا وتنظيميا وتشغيليا في الأنظمة الذكية التكنولوجية وبعمليات وكفاءات رقمية بطريقة منظمة ومثالية، أي أنه يلبى احتياجات سوق العمل التجاري ويبتعد عن الأدوار التقليدية، فهو نقطة لانطلاق الأعمال من الورق إلى جداول البيانات التي ترسم على التطبيقات الذكية بطريقة عملية، والخدمة الاجتماعية ليست بمعزل عما يحدث في العالم من تطور وتغير وتحول رقمي، فهو حقل حيوي يخدم العديد من الفئات، وفي مختلف المجالات.
مما يجعل المختصين والممارسين في مجال الخدمة الاجتماعية يواجهون تحديات عالمية في التعامل مع التطور التكنولوجي والثورة الرقمية المشهودة من حولنا.
الخدمة الاجتماعية.. مهنة متطورة
وتابعت " الفرائضي ": " الخدمة الاجتماعية تتميز بأنها مهنة متطورة، تسعى من خلال تحديثها المستمر لمعارفها وأساليبها؛ إلى ضمان تحقيق مستوى عال في تطبيق ممارستها وفق أعلى مستويات الكفاءة المهنية، لذا نلحظ باستمرار تلك المحاولات الجادة لتقديم الحديث والمفيد، مما يساعد ممارسيها على تخطى المحاولات الشخصية، والاعتماد على أسس علمية مقننة شبه متفق عليها، ورغم ظهور العديد من التحديات والمتغيرات، إلا أن مهنة الخدمة الاجتماعية، قد شهدت تحولاً مهما في تقديم خدماتها للمستفيدين ".
تحديث الميثاق الأخلاقي للخدمة الاجتماعية
من جهتها أعلنت وكيلة الكلية للبحث والابتكار والاعمال د نوال بنت عبدالمحسن العيبان التوصيات المتمثلة في تحديث الميثاق الأخلاقي للخدمة الاجتماعية بحيث يتضمن المعايير الأخلاقية لممارسة الخدمة الاجتماعية الرقمية، وإلزام الممارسين المهنيين به ، وأن تكون خدمات الخدمة الاجتماعية الرقمية تحت مظلة رسمية كهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية ، وأن تتضمن الأنظمة واللوائح والسياسات في التعليم على مواد تنظم آليات تعليم الخدمة الاجتماعية الرقمية ، وأن يتضمن مقرر الحاسب الآلي في الخدمة الاجتماعية تدريس التطبيقات المستخدمة في تقديم الخدمة للعملاء ، اضافة الى أهمية المزاوجة بين التدريب التقليدي والرقمي في مقررات التدريب الميداني الخاص بتخصص الخدمة الاجتماعية .
برامج تدريبية وتطويرية في المؤسسات الرسمية
وأضافت " العيبان " بان التوصيات دعت الى تعزيز الشراكات الاجتماعية بين المؤسسات التي تمارس مهنة الخدمة الاجتماعية والشركات المعنية بتقنية المعلومات لتدعيم أنظمة الامن والحماية الخاصة بالأمن السيبراني ، وتفعيل دور وسائل الإعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي للتعريف بأهمية الخدمة الاجتماعية الرقمية ، وتقديم برامج تدريبية وتطويرية في المؤسسات الرسمية والجمعيات الأهلية للممارسين المهنيين في مجال الخدمة الاجتماعية الرقمية ، وتوجيه البحوث والدراسات في المؤتمرات والندوات والمحافل والاطروحات العلمية، بتسليط الضوء على ممارسة الخدمة الاجتماعية الرقمية في الواقع للوصول اقتراحات ملهمة، والاستفادة من نتائجها لإيجاد خطط تعزز الجدمة الاجتماعية الرقمية، ورفعها لصناع القرار.
