الكلمة سلاح ذو حدين، كما يُقال، فيجب على الإنسان قبل أن يتفوَّه بأي كلمة أو لفظ أن يفكر فيه، سواء كان سيئًا أم جيدًا، فالناس يختلفون في طريقة استقبالهم واستيعابهم للكلمات، قد يفهم شخص كلمة على أنها طُرفة أو لمجرد الدعابة فقط، وقد يفهمها آخر بمفهوم آخر بعيد كل البعد عن مفهوم الشخص الأول، فلذلك وجب على الإنسان الالتزام بانتقاء كلماته، واختيار ما هو لبق منها، للحفاظ أولًا على مشاعر المتلقي وثانيًا ليصبح قائلها محبوبًا لدى مَن حوله.
فالكلمة الطيبة والابتسامة تزرعان في نفس المتلقي الراحة لقائلها، والثقة أيضًا.
وكسر الخواطر ليس بشيء هيِّن، فالله "جل جلاله" سيسأل عنها، وكما يقال: «الكلمة الطيبة صدقة»، فالكلمة الطيبة ليست مجرد لفظة عادية، إنما هي من وجهة نظري تراكيب قد تكون بسيطة في شكلها وقولها، ولكنها عميقة في معناها فتحمل من العذوبة واللطافة الكثير. ومنظمة التوستماسترز الخاصة بتعليم فن الخطابة والتحدث لديها شعار بسيط، ولكنه عميق وهو: «الكلمة قوة»، فالكلمة لها قوتها سواءً من ناحية تراكيبها أو معناها أو تأثيرها.
وهناك الكثير من المؤلفات والكتب والقصص والحلقات الإذاعية والمقالات التي تتحدث عن أهمية الكلمة وقوتها وتأثيراتها الإيجابية والسلبية، ومن أبرزها كتاب: الكلمات وتأثيرها على العقل، ويتحدث الكتاب عن قوة الكلمات؛ إذ إنها يمكن أن تُشفي أو تؤذي، وهذا لا يتطلب إلا ثواني قليلة لإثبات هذه الحقيقة، وذلك من لحظة النطق بالكلمة.
فالكلمة بإيجاز لها جوانب عاطفية وإنسانية وثقافية وحضارية، وتقوم عليها الأمم، وتنهض بها المجتمعات، وهي قبل كل ذلك وسيلة للتواصل بين الأفراد والمجتمعات لتبادل المعارف الإنسانية والمصالح المشتركة، فلينظر كل منّا إلى حجم ما يقوله.