للتطوع أهمية بالغة في حياتنا، وله أثر كبير؛ كونه قائمًا في أساسه على التعاون، فالمتطوع لا يستطيع أن يخدم المجتمع وحده، بل عليه الاندماج مع الفريق التطوعي، وتأدية المهام المطلوبة منه كفرد في هذه الجماعة، ويُعتبر العمل التطوعي أحد الأعمال والأنشطة التي يقوم بها الفرد أو مجموعة أفراد، وذلك دون مقابل مادي؛ بهدف المساعدة، والحث على العمل الخيري بين أفراد المجتمع، والتأثير إيجابًا على المجتمع وعلى المتطوع.
تتعدد أنواع العمل التطوعي، وتختلف مجالاته، ويخدم كل مجال فئة معيّنة، ولا يقوم العمل التطوعي على خدمة المحتاجين فقط، فالكثير من المؤسسات والشركات تدعم العمل التطوعي وتشغّله في منشآتها، ولعل من أبرز أنواع العمل التطوعي التي يقوم بها الناس في مختلف مناطق العالم هي التي تخدم المجال البيئي الخاص بالطبيعة، والعمل في حالات الطوارئ، والعمل في البلدان النامية.
كما أنه على المتطوع أن يتسم ببعض السمات التي تجعل منه متطوعًا متميزًا في عمله، وأهمها القدرة على إدارة الوقت وترتيب الأولويات، فإدارة الوقت يتم من خلالها ترتيب ضرورة أداء الأعمال للغرض التطوعي المستهدف من أداء العمل، وكذلك من الضروري أن يكون المتطوع قادرًا على تحمُّل المسؤولية والصبر، وأيضًا من السمات التي على المتطوع التحلي بها القدرة على إقناع الطرف الآخر بما لديه من أفكار، وذلك من خلال التواصل الفعَّال مع الفئة المراد خدمتها، وعلى المتطوع أيضًا أن يكون ديمقراطيًّا وقادرًا على تقبُّل الآراء الأخرى، سواء كانت سلبية أم إيجابية.
ختامًا، في وقتنا الحالي زاد الوعي من أفراد المجتمع بأهمية العمل التطوعي، ودوره البارز في المجتمع، وتأثيره على الأفراد، وأهمية وجوده في المؤسسات المختلفة، إضافة إلى هذه الأدوار، قامت المدارس في المملكة العربية السعودية بإدراجه ضمن متطلبات التخرج للطلاب، فالتطوع يؤدي في النهاية إلى تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي.