أكد مختصون أهمية أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية، للوقاية من الإصابة بالفيروس، مرجعين وجود لقاح جديد بشكل سنوي، إلى تغير طبيعة الفيروس، وأنه بعد دراسة العينة، يُصنع لقاح جديد يغطي السلالات المنتشرة.
وأشاروا خلال ندوة "اليوم"، إلى وجود مفاهيم خاطئة تتعلق باللقاح، منها أن مرض الإنفلونزا غير قاتل، لذلك لا ضرورة لأخذ اللقاح، وأنه مُضر على الحوامل، إضافةً إلى عدم فاعليته، وكلها أمور مغلوطة، لا بدّ من تصحيحها لدى المجتمع.
جميع فئات المجتمع مستهدفة في اللقاح
قالت مدير البرامج الوطنية بتجمع الشرقية الصحي استشاري طب الأسرة د. هدى مهيني: إن جميع فئات المجتمع مستهدفة في لقاح الإنفلونزا الموسمية، إلا أن هناك فئات لها الأولوية، وهي التي عليها خطورة عالية، مثل كبار السن، والحوامل، ومن لديهم أمراض مزمنة.
وأوضحت أن التطعيم يُقدَّم في مراكز الرعاية الصحية الأولية، ويُعرَض على كل المراجعين، في ظل الحرص على نشر الوعي والثقافة الصحية بين أفراد المجتمع، مشيرةً إلى شرح الأعراض الجانبية للقاح، وكيفية التعامل معها.
وشددت على ضرورة أخذ اللقاح، المتاح للجميع، حتى الرضع من عمر 6 شهور، عن طريق المراكز الصحية، وأكدت أن لقاح الإنفلونزا الموسمية ليس له علاقة بلقاح فيروس «كورونا»، ولا يستوجب حجز موعد.
الجهود الإعلامية للتوعية شملت الأفلام والجرافيك
قالت مدير شؤون الإعلام بتجمع الشرقية الصحي سناء الزياني: إن الجهود الإعلامية في الحملة الإلكترونية للتوعية بالإنفلونزا، شملت الأفلام، والجرافيك، إضافةً إلى الوجود الميداني بالتنسيق مع الطب الوقائي، في محاولة للوصول إلى أكبر شريحة في المجتمع، بتوصيل الرسالة التوعوية إعلاميًا.
خلق مناعة مجتمعية، قادرة على تقليل نسب الإصابة
أكد مدير الطب الوقائي بتجمع الشرقية الصحي د. إبراهيم الزهراني، أن للإعلام دورًا مهمًا جدًا في إبراز أهمية اللقاح، وكيفية أخذه، وأن الحملات الإعلامية قائمة منذ 6 سنوات تقريبًا، وعادة ما تبدأ قبل موسم الشتاء، بهدف خلق مناعة مجتمعية، قادرة على تقليل نسب الإصابة، خاصةً لدى أصحاب الأمراض المزمنة.
وأرجع ارتفاع نسبة الإصابة بالإنفلونزا هذا الموسم، إلى تراجع الالتزام بالتدابير الوقائية، والإجراءات الاحترازية، عكس العامين الماضيين، خلال جائحة فيروس «كورونا»، التي كان لها جانب منير، بجعل المجتمع أكثر التزامًا.
وحذر د.الزهراني من احتمالية وجود نوع جديد من الإنفلونزا هذا العام، ولذلك لا بدّ من أخذ اللقاح، حتى لذوي المناعة القوية، الذين قد يكونون سببًا في نقل الفيروس لأصحاب الأمراض المزمنة.
وأشار إلى استهداف 430 ألف شخص في المنطقة الشرقية هذا العام، من خلال الدوائر الحكومية، والمجمعات التجارية.
متوافر مجانًا في جميع منشآت تجمع الشرقية الصحي
أضاف: لدينا ثلاث فئات مستهدفة، أولًا الكوادر الصحية، لأن الكادر الصحي يحتك بالمجتمع بدرجة كبيرة، والحوامل، اللاتي يعانين مضاعفات شديدة عند إصابتهن بالإنفلونزا، والمستهدف الثالث هم مصابو الفشل الكلوي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الدراسات أثبتت أن لقاح الإنفلونزا يمنع الإصابة بنسبة 70% إلى 90%، ويمنع المضاعفات عند الإصابة بأكثر من 50%، وأنه متوافر مجانًا في جميع منشآت تجمع الشرقية الصحي، وكذلك الطب المنزلي.
تعزيز الحملة في كافة القطاعات والزيارات للدوائر الحكومية
وصف الرئيس التنفيذي للتواصل المؤسسي بتجمع الشرقية الصحي ظافر الشهراني، علاقة الاتصال المؤسسي بالحملات الوطنية، بما فيها حملات التوعية بـ «الأصيلة»؛ كون الحملة بدون زخم إعلامي ودون إعداد مسبق، يؤثر على مخرجاتها لاحقًا.
وقال: بدأت استعدادات الحملة بموضوع تدشينها عن طريق أعلى سلطة في الهرم الإداري بالمنطقة، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية.
وأضاف: بعد ذلك تعزيز الحملة في كافة القطاعات والزيارات للدوائر الحكومية، مع وضع «البوثات» داخل المستشفيات والقطاعات الحكومية والأماكن العامة والأسواق، لتسهيل الوصول إلى الراغبين في أخذ اللقاح.
وأشار إلى وجود تفاعل وتجاوب دائم عبر المنصات الإعلامية، إضافةً إلى نشر تغريدات دائمة حول أهمية اللقاح بشكل دوري، وأماكن توافره.
وأوضح أن الرسائل التوعوية المقدمة يُرجع فيها إلى مختصين ذوي خبرة وتخصص طبي، ما يمنحها مزيدًا من المصداقية والموثوقية العالية.
الإجراءات الوقائية تتشابه مع «كورونا»
أوضحت المدير التنفيذي لمكافحة العدوى بتجمع الشرقية الصحي ريوف العازمي، أن الفيروسات المسببة للإصابة بفيروس «كورونا» المستجد «كوفيد- 19»، والإنفلونزا، مختلفة تمامًا عن بعضها، من حيث التكوين، والإصابة، وشدة الانتشار، والمضاعفات، وبالتالي يختلف اللقاحان، رغم أن كليهما من أمراض الجهاز التنفسي المعدية.
وأرجعت إعادة تصنيع اللقاح بشكل سنوي، إلى تغير طبيعة الفيروس، وأنه بعد دراسة العينة، يُصنع لقاح جديد يغطي السلالات المنتشرة.
وأوضحت أن الإجراءات الوقائية من الإنفلونزا تتشابه مع «كورونا»، خاصةً أن الفيروسين ينتقلان عن طريق الرذاذ التنفسي، خلال التحدث أو العطاس أو السعال، أو الأسطح الملوثة بالفيروسات، عن طريق اللمس، ثم لمس العينين أو الفم والأنف.
وشددت على ضرورة أخذ اللقاح السنوي للإنفلونزا، وغسل اليدين باستمرار، والابتعاد عن الازدحام، وعن الشخص المصاب، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتنظيف الأسطح شائعة الاستخدام.
مفاهيم خاطئة
1- الإنفلونزا ليست خطيرة، لذا لا أحتاج إلى اللقاح.
الحقيقة:
- تودي بحياة نحو 650 ألف شخص سنويًا.
- تصيب الأصحاء، وتعرض ضعاف المناعة للخطر.
- يُصاب البعض بمضاعفات ويتعافى معظم المصابين خلال أيام أو أسابيع.
2- اللقاح يمكن أن يصيبني بالإنفلونزا.
الحقيقة:
- يحتوي لقاح الإنفلونزا على فيروس معطّل المفعول لا يمكن أن يصيبك بالإنفلونزا.
- إذا شعرت بألم أو حمّى بسيطة، فهذا ردّ فعل طبيعي للجهاز المناعي.
3- اللقاح يمكن أن يسبب آثارًا جانبية وخيمة.
الحقيقة:
- ثبت أن لقاح الإنفلونزا آمن.
- يعدّ حدوث آثار جانبية وخيمة أمرًا نادرًا.
- يصاب واحد من كل مليون شخص بمتلازمة «غيان-باريه»، التي تسبب ضعف العضلات والشلل.
4- تلقّيت اللقاح وأُصبت بالإنفلونزا، فهو لا يعمل إذن.
الحقيقة:
- العديد من فيروسات الإنفلونزا تنتشر طوال الوقت.
- يظل الجميع عرضة للإصابة لأن اللقاح يكون ضد سلالة واحدة.
- التطعيم يحسن فرص الحماية ويحد من خطورة الفيروس.
5- أنا حامل، لذا لينبغي ألا أتلقّى اللقاح.
الحقيقة:
- ينبغي على النساء الحوامل بالأخصّ تلقّي لقاح الإنفلونزا.
- أجهزة المناعة لديهنّ تكون أضعف من المعتاد.
- يُعد اللقاح المعطّل المفعول آمناً في أي مرحلة من مراحل الحمل.
