أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، اليوم الخميس، في إحاطته لمجلس الأمن عبر الفيديو من طرابلس، عن تفاصيل مروعة ومشاهد صادمة خلال زيارته المقابر الجماعية في مدينة ترهونة «جنوب شرق» العاصمة.
وقال خان في إفادة - هي الأولى لمدعي عام للمحكمة الدولية من ليبيا - عن زيارته إلى ترهونة: رأيت مشهدًا بائسًا لصناديق معدنية أُجبر الناس على دخولها ومعايشة حالة مروعة للغاية بما يرقى إلى «اللاإنسانية المحسوبة».
جثث مجهولة
وأشار إلى زيارته لمزارع تحولت إلى مقابر جماعية ومواقع لطمر النفايات «حيث ألقيت الجثث دون مراسم الدفن»، مشيدًا بعمل خبراء الطب الشرعي الليبيين للعثور على الجثث التي وصل عددها إلى 250، لم يتم التعرف على الكثير منها.
وقال خان: إن عائلات الضحايا في ترهونة سردوا قصصًا مفجعة ويطالبون بإظهار الحقيقة، والتحقيق من قبل قضاة مستقلين وحياديين.
وشدد على أن المجتمع الدولي لن يسمح بمبدأ الإفلات من العقاب، مشيرًا إلى أن خارطة الطريق الجديدة التي تبلورت في تقريره الصادر في أبريل من شأنها أن تعطي نتائج وشفافية أكبر لعمل المحكمة الجنائية الدولية.
معاقبة المجرمين
من جهته أكد سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، أن بلاده ملتزمة بمحاسبة ومعاقبة مقترفي الجرائم والانتهاكات التي نص عليها القانون الليبي، عاجلًا أو آجلًا مهما كانت التحديات، وشدد على أن تحقيق العدالة على الأراضي الليبية هو «اختصاص سيادي وولاية قضائية وطنية، والقضاء الليبي ملتزم بضمان محاكمة عادلة ونزيهة لكل المطلوبين».
ودعا، المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في إظهار نتائج تحقيقاتها في كل القضايا التي تتولى متابعتها في ليبيا، والكشف عن المتورطين سواء كانوا أفرادًا أو كيانات أو حتى دولًا، كما طالب الدول التي تُسيس هذا الملف بكف يدها، والمساهمة في كشف الحقيقة ودعم القضاء الوطني الليبي.
حماية المهاجرين
وعن الهجرة غير الشرعية وحماية المهاجرين في ليبيا، قال السني: إن بلاده حريصة على منع أي انتهاكات قد يتعرضون لها وترحيلهم طوعًا متى أمكن ذلك.
واستغرب موقف المجتمع الدولي السلبي تجاه تجار البشر بقوله: يتم التركيز فقط على المتورطين داخل ليبيا، في حين أننا جميعًا نعلم أن تجار البشر وشبكاتهم الدولية هي عابرة للحدود.
وشدد سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة بضرورة مواجهة هذه الظاهرة بداية؛ بالقضاء على الشبكات الدولية وقياداتها بشكل كامل وفرض العقوبات عليهم، سواء في دول المصدر والعبور في إفريقيا، أو دول المقصد في أوروبا دون استثناء.
