بعيدًا عن حالة الاستياء التي اجتاحت بعض المنتمين للوسط الإعلامي؛ بسبب التباين في الدعوات التي وجّهت للبعض دون الآخر في حفل افتتاح دورة الألعاب السعودية، سواء كانت مسببة أو بمحض الصدفة وأيا كان المتسبب لها وسلامة مقصده في هذا الجانب، فمن حق من تم تجاهلهم أن يعاتبوا ويرفعوا صوت العتاب فهذا حق مشروع لهم وأيضا لابد أن يضع المسؤول الأول هذه الحالة في عين الاعتبار وعدم تجاهلها ومرورها مرور الكرام، فلابد من تقصي الحقائق ومعرفة المسببات إذا ما فرضنا أنها «حالة» تحتاج إلى الوقوف عندها، وأتمنى ألا يكون الهدف من هذا التباين هو المصلحة الشخصية وتجاهل المصلحة العامة التي هي أرقى وأسمى، وهذا الأمر يقودنا لأمر مهم أيضا وهو ضعف التغطية الإعلامية لهذه الدورة التي تستحق أكثر وأفضل إذا ما عرفنا أن أهدافها موجهة وفي عدة اتجاهات يأتي في مقدمتها صناعة نجم أولمبي قادر على التنافسية المطلوبة في المحافل الدولية وعدم الاكتفاء «بالمشاركة» كما كان سابقا، ولا أعتقد أن نجد مساحة مميزة للاكتشاف والتقييم والتطوير أميز من هذه الألعاب فهي وحتى إن كانت قيمة التنافسية لم ترتقِ للحد المطلوب، ولكن بالتأكيد هي مؤشر جيد لتقييم الموقف ومعرفة الاحتياجات من خلال الأرقام التي أفرزتها ومقارنتها مع الأرقام المسجلة عالميا ووضع الخطط والإستراتيجيات المناسبة من أجل الوصول للهدف المنشود، الأمر الآخر معرفة مدى قدرتنا على عملية التنظيم لهذه المحافل الكبيرة فهي محك حقيقي لاختبار كوادرنا الوطنية والنواقص التي يجب الاهتمام بها وتحسينها استعدادا لاستضافات مستقبلية نحتاج من خلالها أعلى درجات الجودة المطلوبة، ومن الأمور الإيجابية أيضًا وأعتقد أنها مهمة جدا هي تحفيز الشباب على الاهتمام بهذه الألعاب وتوجيههم إليها، خصوصًا بعد معرفة تفاصيلها وعمقها الرياضي ومردودها المالي فالجوائز مغرية والتنافسية رائعة.
يتبقى لنا في هذا الشأن أن الدورة فتحت آفاقا جديدة للاستثمار الرياضي بعيدا عن كرة القدم يحتاج فقط ثقة للمستثمر وتطوير فعلي لبيئة الاستثمار.
ختام القول هل الدورة ناجحة فعليا أم كانت هناك محاولات «إنجاح» لها من خلال تسويق انطلاقتها فقط بطريقة «عقيمة»، فإجابة السؤال لابد أن تكون عمليا من خلال تقييم شامل وكامل لكافة تفاصيلها ومعرفة السلبيات وتعزيز الإيجابيات وعدم تجاهل أي الآراء الجيدة والبعد عن المقولة الأشهر التي تسببت في دمار الكثير من محاولات التعديل وهي «ايش عرفهم»، ولا تكون هذه المبادرة خطوة وليس بعدها خطوات أكثر.
دمتم بود..
@atif_alahmadi
بحث متقدم
