انطلق من مدينته الأحساء، التي وُلد فيها عام 1950، وتلقى علومه الأولى، وقبل أن يغادرها لدراسة العلوم الصحية. الفن في حياة الفنان أحمد المغلوث حب وشغف، فقد مارسه صغيرًا قبل أن تُتاح له فرص العرض التي نظمتها الجهات الرسمية، فرسم صورة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز عندما زارها، وافتتح مشروع الري والصرف فيها، ثم صورة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز في مناسبة تالية، وشارك في معرض أقيم عام 1974 في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، كما كانت مشاركاته السبعينية في بعض معارض جمعية الثقافة والفنون، وفي أول معارضها المركزية بالرياض 1978.
حافظ الفنان على منهجه المبكر ومساره الفني الذي ارتبط بموروث مدينته، فمعظم مواضيعه الفنية سجّلت مظاهر وعادات وأسواق ومباني مدينته، وعُرفت أعماله بالتوثيق الأمين لكل المظاهر التي عرفها الأحسائيون قبل التحولات التي غيَّرت شكل المدينة وعادات أهلها ومظاهرها الاجتماعية التي تمثلت في العمارة والأسواق والأزياء وغيرها.
يرسم المغلوث بحب كبير وارتباط عميق بالمكان، ساعيًا إلى أن يكون أمينًا في نقل الصورة المحلية، وحرص على تفاصيلها. هذا الاهتمام جعله يبحث في كل المراجع التي تساعده على إظهار المشهد، سواء من خلال اللقطات الفوتوغرافية القديمة والحديثة أو من خلال ذاكرته الغنية بالصور، أو سؤال الأقدمين الذين يمكنهم إبداء مزيد من التفاصيل، وهو في كل ذلك يرسم بالحب الذي يربطه بمدينته ومجتمعه ووطنه الكبير. مشاركاته المحلية كثيرة، أطلق معارضه الشخصية من الأحساء، فمدن أخرى كالرياض وجدة وأبها وغيرها، كما كانت مشاركاته الخارجية، وفي عدد من دول العالم ومنذ الثمانينيات، وقبل ذلك في معارض خليجية وعربية أواخر السبعينيات.
إسهامات أحمد المغلوث الفنية واكبتها مبكرًا كتاباته الفنية وتحريره صفحات الفنون التشكيلية في اليوم، ثم كتاباته في صحيفة الرياض التي عمل مديرًا لمكتبها في الأحساء.
[email protected]