بعض الذين أعرفهم كانوا يريدون أن يحصلوا على كل شيء فخسروا كل شيء، فلا شيء يجعلك مصرا على أن تستحوذ على كل شيء دون أن تكون هناك أولويات لبعض الأشياء المهمة في حياتك.
كثير من الأمور نحتاج لنصل إليها لتقديم تنازلات عن بعض الأشياء التي تعيقنا للوصول إليها، فلا يمكننا في أغلب الأحيان الجمع بين كل ما نريد وما نتمنى.
الإشكالية هي في تعدد الأهداف، وربما تزايد الأطماع، دون الاقتناع بهدف تتوجه إليه كل أفكارنا وطاقاتنا وعملنا.
فبعض زملائي الذين تركوا التدريس والتحقوا بالجامعات وأكملوا الماجستير والدكتوراة حققوا هدفهم وأصبحوا أساتذة جامعة، لم يكن التخلي عن نسبة من الراتب في بداية التحاقهم بالجامعات كمعيدين عائقا فنجحوا، بينما لم ينجح الذين اختاروا خيار الراتب ولم يكملوا دراستهم العليا وجعلتهم قناعاتهم المادية يكتفون.
وحتى بعض زملائي الأدباء والكتاب الذين لم يعرفوا أن يسوقوا لأنفسهم من خلال حبس مؤلفاتهم في أدراجهم نظرا لترددهم في دفع المقابل المادي لطباعة مؤلفاتهم عندما لم يجدوا من يطبعها لهم.
أو الذين عرفتهم من الكتاب الذين لم يحسنوا التسويق لأنفسهم والتعريف بمؤلفاتهم فأصبحوا في مكانهم لا يعرفهم أحد.
وبعض الزملاء الذين امتهنوا التجارة وعملوا في كل مجالاتها وأرادوا الغنى السريع والكسب الفوري، فشلوا عندما تاجروا في كل شيء دون أن يدركوا أن التجارة مهارة وأحيانا شطارة متقنة عندما تدرك ماهية تجارتك ونوعية زبائنك.
لن يسوق لك أحد غيرك، ولن يدرك قيمة وأهمية أهدافك سواك، فلا تبحث عنها عند الآخرين وتحاول تقليدهم، فلكل منا غاياته وأهدافه وحتى قدرته في تحقيق ما يريد.
بعض الذين عرفتهم وتعاملت معهم كانوا لا يدركون قيمة ولا أهمية أن يظهروا ويبرزوا ما يملكون فاختفت بصماتهم الذهبية من واقع يومهم وإنجازاتهم، فهم احتاجوا فقط للبوصلة التي ترشدهم وتعينهم للوصول لما يريدون.
كانت الإشكالية الكبرى لكل أصحاب القدرات المخفية أنهم احتاجوا لانبثاقات النور التي تجعل دربهم مضيئا بمنجزاتهم التي هي موجودة لكنها غير ظاهرة ومعلنة وكانت تحتاج من يكتشفها ويسلط الضوء عليها.
بعض الذين يريدون المجد بأبسط الأشياء وأسهل الطرق لا يدركون قيمة الاستمتاع بلحظات النصر المبهجة بعد العناء المتعب والمجهد.
فقط اكتشف نفسك وسوق لها جيدا وستجد أنك ستحقق ما تريده وتصل لما أنت جدير به.
تويتر samialjasim1