سرني كثيرا التوجهات والمبادرات التي يقوم بها الشباب للعودة بالقراءة للواجهة والعمل على أن يتجدد الاهتمام بها بعد أن أخذتنا وسائل التواصل الاجتماعي عنها وأصبح هناك شبه نفور من الإقبال على اقتناء الكتب.
وأهم تلك المبادرات ما تقوم به أندية القراءة المنتشرة في مختلف مناطق المملكة والتي تهدف لتشجيع الناس على القراءة وهي أندية تستحق منا الإشادة والدعم والتحفيز.
لقد حضرت وشاركت في العديد منها وسرني أنني وجدت شبابا متحمسا وشغوفا ولديه رغبة في المعرفة والاطلاع ويعطيك تصورا بوجود مجموعة متزايدة من الشباب المثقف المحب للكتاب ويسعى لأن تجد مبادرته الإقبال والحضور والتفاعل ويعود بالكتاب للواجهة.
وهي مبادرات يجب أن تجد تعاونا من مختلف المؤسسات الثقافية والإعلامية بحيث تستضيف تلك المؤسسات هذه الأندية وهو دور تقوم به المكتبات العامة وجمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية والتي أتمنى أن تعزز روح هذه المبادرات أو تشارك في تبني مبادرات نوعية تحفز الجميع على القراءة.
كما يجب على الأندية الأدبية أن تعزز هذا الدور خاصة وأن لها اهتماما بإصدار الكتب، فلعل تبنيها هذه المبادرة يحيي دور القراءة وأهميتها بحيث تتضمن القراءة إصدارات تلك الأندية.
ويجب أن يكون للشركات الخاصة والمؤسسات التجارية دور في رعاية أندية القراءة واحتضانها وتقديم الدعم والرعاية لها بتوفير المكان والحوافز.
كما أنه يجب على الكتاب أن يكون لهم دور أكثر فعالية في تقديم نتاجهم من مؤلفات في إطار مشجع ومحفز على القراءة وهذا ما سيجعل الناس تعود لتقرأ في زمن يكاد الكتاب يفقد فيه قيمته الحقيقية وتجد المكتبات الثقافية والمتخصصة مهددة بالإغلاق لقلة الإقبال ولعل تسارع وسائل التقنية جعل الناس لا تقرأ حيث تزايد من يجذبهم ما يكتب ويسمع عن التعمق في النتاج الثقافي والأدبي والفكري وهو ما جعل دور النشر تسخر كل الإمكانات ليكون إصدار الكتاب أمرا سهلا وبلا تعقيد.
أندية القراءة لها تجارب جميلة وثرية تحتاج للدعم بالإقبال والتحفيز والتشجيع، فالتجارب الناجحة يجب أن تعزز وتدعم من الجميع حتى لا تفشل.
كما أن برنامج (تحدي القراءة) الذي يتم تنظيمه لدعم القراءة بين طلاب المدارس برنامج رائع يغرس في الطلاب حب القراءة وينميها.
رائع أن نعود لنقرأ، وأن تعود القراءة لتكون غذاء الفكر والعقل والروح، وأن ندرك أننا بالقراءة نوجد ثقافة مطلوبة وحضورا متجددا، فالفكر الجيد تصنعه القراءة الجيدة والأمة التي لا تقرأ أمة لن تتعلم أبدا، لذا ليكن دعمنا مستمرا وموجودا لتلك الأندية لتستمر.
samialjasim1