@Fahad_otaish
في خطابه السنوي بمجلس الشورى أوضح خادم الحرمين الشريفين الأسس التي تقوم عليها سياسة المملكة داخليا وخارجيا مؤكدا أن هذه الأسس تقوم على أن الإنسان السعودي هو محور التنمية وأن بناء الإنسان وتوفير سبل العيش بكرامة وراحة وطمأنينة له هو غاية هذه الأسس جميعا، وفي مقدمة هذه الأسس دستور المملكة هو كتاب الله الكريم، وهو ما قامت عليه الدولة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز -يرحمه الله- وتبعه في ذلك أبناؤه الملوك من بعده -يرحمهم الله- جميعا، وما زال خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -يحفظهم الله- يؤكدون أن المملكة ستظل تحرص عليه وتعتني به وتحوله إلى عمل مستمر في خدمة الأمة والوطن -بإذن الله-. أما على الصعيد الحضاري والتنموي فقد أكد الخطاب المضي قدما في كل ما يجعل رؤية المملكة 2030 واقعا تترجمه الجهود التي تبذل على كل صعيد للانتقال إلى المرحلة الثانية من هذه الرؤية بما في ذلك مضاعفة الإنتاج المحلي غير النفطي وتنفيذ المشروعات الكبرى وتبني المشاريع الإبداعية في نيوم والقدية والعلا وغيرها، وعلى الصعيد الخارجي تأكيده -يحفظه الله- على تصميم المملكة على المنافسة في كافة ميادين التقدم العلمي والاقتصادي سواء من حيث برامج الفضاء العالمية والحصول على عضوية المنظمات الدولية مثل: الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة وغيرها من المجالات الريادية التي تثبت المملكة جدارتها وجدارة أبنائها بتحقيق طموحاتها في كل مجال. أما الأمن وهو حاجة إنسانية لا غنى عنها فإن جهود الدولة -أيدها الله- واضحة كل الوضوح حتى أصبحت الطمأنينة والأمان من نعم الله التي يتمتع بها المواطن والمقيم في هذه البلاد على سعة امتدادها الجغرافي الكبير، وفي سبيل تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص فإن جهود الدولة في مكافحة الفساد وملاحقة مرتكبيه لا تتوقف وهي تتعاون مع المنظمات الدولية للقضاء على مخاطره وآثاره عالميا علاوة على مكافحته داخليا بلا هوادة. وفي المجال الاقتصادي فإن الإجراءات التي تنفذها بلادنا أثمرت هذه القوة التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي والتصنيف الائتماني الموثوق لدى المنظمات الاقتصادية والدول وما تحقق لها من الاستدامة المالية، وفي هذا المجال أيضا فإن قيادة المملكة الحكيمة لمنظمة أوبك بلس والقرارات التي اتخذتها المنظمة بالإجماع تلقى تأييد دول العالم، وهي تؤكد أن الأسس التي اتخذت بناء عليها هذه القرارات هي أسس اقتصادية بحتة ليس لها علاقة بالمواقف السياسية وإنما بمصلحة دول المنظمة والعالم وسلامة الإمدادات البترولية واستقرارها.. وكعادة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- فقد أكد مواقف المملكة السياسية تجاه القضايا العربية والإسلامية وقضايا الأمن والسلم الدوليين وتنفيذ القرارات الدولية والحلول التي تعيد الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة والعالم، وتقضي على الإرهاب وعلى ما يزعزع أمن الدول واستقرارها.. إن المتمعن في الخطاب يدرك بوضوح أنه صفحة مشرقة لواقع قائم، وخارطة طريق لمستقبل واعد بمزيد من الإنجاز والمكتسبات -بإذن الله-.