دائماً يقال أن من أهم مايستفاد منه في علم التاريخ الاستفادة من تجارب الماضي، لذا ومن هذا الباب سأبدأ باستقراء لتجارب المنتخب في المونديالات السابقة وكيف لنا أن نستفيد منها في مونديال الدوحة القادم والذي أضحى قاب قوسين أو أدنى من إعلان افتتاحه ودخول معترك مبارياته .
في قراءة عامة للمشاركات السابقة نجد أن أفضل مشاركة هي المشاركة الأولى عام ٩٤م وتراوحت باقي المشاركات مابين سيئة وكارثية وهذا يظهر مدى الخلل الكبير فالأصل أن تتحسن النتائج مع تعدد المشاركات لأن الفريق حينها يكون قد اكتسب خبرات وخرج من "ربكة" الظهور العالمي وحين أتكلم عن الفريق أقصد به المنظومة ككل وليس اللاعبين ..
فعلى سبيل المثال نجد أن جميع المونديالات التي شارك المنتخب فيها -ماعدا المونديال الأول- قد خرجنا في مباراة واحدة فقط بنتيجة ثقيلة ففي عام 1998 هُزم المنتخب السعودي من فرنسا بنتيجة 4-0 وفي عام 2002 هُزمنا من ألمانيا 8-0 وفي عام 2006 هزمتنا أوكرانيا 4-0 وفي مونديال 2018 جاءت الهزيمة غير المتوقعة من روسيا بنتيجة 5-0 والملاحظ أن باقي المباريات تجد نتائجها مرضية إلى حدّ ما وهذا يعكس أن الإعداد النفسي كان ضعيفاً جداً فما بين الارتباك أمام فرنسا وألمانيا وبين الثقة الزائدة أمام أوكرانيا وروسيا ضعنا.
وعندما نسلط الضوء على المشاركة الأولى نجد أن أكثر مايميزها هو الحماس الكبير والذي أرى أن جذوته بدأت تقل في باقي المشاركات وهذا بحد ذاته مؤشر خطير يجب أن نعيد النظر فيه فنحن بحاجة للاعب المقاتل من أمثال أنور وجميل وزملاءهم.
في اعتقادي أن مجموعتنا في المونديال القادم ليست بتلك الصعوبة البالغة لذا يجب أن يكون التخطيط هو الخروج بالتعادل أمام راقصي التانجو فالمباراة الأولى هي الأهم دائماً وكونها مع أقوى فريق في المجموعة فإنه يضاعف هذه الأهمية.
وأخيراً من وجهة نظري أن طول المعسكر استعداداً لهذه البطولة له مايبرره شرط اللعب مع عدد من المنتخبات القوية وبشكل متكرر والتأكد من رفع المعدل اللياقي لأنه هو الحاسم في مثل هذه البطولات.