@HindAlahmed
كان لقرار مجموعة دول (أوبك بلس) النفطية بخفض إنتاج دول المجموعة بواقع مليوني برميل نفط يوميًّا ردود فعل عارمة أثارت معركة جديدة ضد المنظمة في واشنطن، خاصة نواب الحزب الديموقراطي في «الكونجرس»، وما نتج عنه من إساءات للمملكة، وجاء الرد الأمريكي في بيان صِيغ بلهجة غاضبة على لسان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وبراين ديس، مدير المجلس الاقتصادي بالبيت الأبيض.
وعبَّر البيان عن خيبة أمل الرئيس بايدن من القرار، واعتبرت الولايات المتحدة هذا القرار أنه «عمل عدائي»، وبدأت أصوات في الكونجرس الأمريكي تدعو لإعادة النظر في العلاقة مع الرياض! ردًّا على قرار دول مجموعة أوبك بلس خفض إنتاجها، إضافة إلى حديثهم عن انحياز المملكة لروسيا في مواجهة الولايات المتحدة.
نقول هُنا إن التحديات الجديدة التي تفرضها سوق الطاقة العالمية تتطلب إجراء العديد من التغيّرات، تحسبًا لانخفاض الأسعار في ظل الانكماش الاقتصادي العالمي المتوقع، وما قامت به دول أوبك بلس من إجراءات جاء لتحقيق الاستقرار للسوق العالمي، وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين، وهو ما عملت عليه المملكة لعقود طويلة، فالمملكة لا تنحاز لطرف مقابل آخر، وكان قرار المنظمة قرارًا اقتصاديًّا بحتًا، وليس سلاحًا سياسيًّا ضد أي جهة، فمنظمة أوبك تعمل على ضمان استمرار تدفقات النفط بشكل آمن وسلس، بما يصب في مصلحة النمو الاقتصادي العالمي، وهو قرار بُنيَ على أرقام وحقائق، وتحالف أوبك بلس جاء بقرار استباقي لضمان استقرار الأسواق.
والأكيد والأهم أن المملكة تعمل على خلق التوازن في علاقتها، وبما يحفظ مصالحها، فلم ترد المملكة على تعقيبات الزعماء الديموقراطيين الأخيرة حول قرار منظمة أوبك بلس، وحتى عندما ردّ وزير الدولة عادل الجبير في مقابلة له على قناة «فوكس»، أكد أن المملكة لا تفكر بالأسلوب الذي تحدث به مهاجموها، وأن العرض والطلب هما مَن يتحكمان بالتعامل مع النفط.
والأكيد أن الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان "يحفظهما الله"، تضع مصلحة المملكة أولًا، كما تثبت الدبلوماسية السعودية قدرتها على تحقيق نجاحات حقيقية، لا على الصعيد الإقليمي فحسب، بل على الصعيد العالمي برمته.