• يصر نظام إيران على المضي قدما في منهجيته الإرهابية، التي يبتغي من خلالها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ضمن مساعيه لتحقيق أجنداته التخريبية والمشبوهة، وذلك عن طريق أذرعه، التي تتمركز في دول عربية، وتتلقى الدعم من طهران بغية خلق الفوضى وارتكاب المزيد من الجرائم، التي يذهب ضحيتها الأبرياء، وتتدهور على ضوئها الأوضاع الإنسانية في تلك الدول، وتمتد آفاق تهديدها للاقتصاد العالمي.. ولكن هذا المشهد يتم اليوم وسط حالة مضطربة في المشهد الداخلي الإيراني يقودها شعب إيران، الضحية الأولى لكل ممارسات نظام بلاده، الذي يعاني تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية نتيجة أن خيرات أرضه وميزانياتها يتم توظيفها في سبيل خدمة أهداف سياسة النظام، ويظل الشعب خارج الحسبان، ولكن الحاصل اليوم في المظاهرات الإيرانية يرسم ملامح مشهد وإن تكرر في أطره لكن تفاصيله تبدو أكثر حسما لشعب ذاق ذرعا من القهر والظلم والقمعية، التي يمارسها نظام الملالي منذ ما يزيد على أربعة عقود.
• مظاهرات الشعب الحاصلة اليوم في إيران هي الثانية خلال ثلاث سنوات، وتأتي ضد نظام الملالي، الذي يعيش خارج التاريخ وسط صمت ومواقف سلبية من دول يفترض أنها تحترم حقوق الشعوب بالحرية والعيش بكرامة، ولعل الاعتراف بحق الشعب الإيراني بالدفاع عن نفسه في مواجهة نظام أعادهم إلى عصر الظلمات مستخدما أسوأ أدوات البطش بالمتظاهرين السلميين، هو أقل ما يمكن أن يتوقع في الوقت الراهن من تلك الدول، بل يفترض أن تقوم بواجبها تجاه الشعب الإيراني لدعم حقه الشرعي في العيش بسلام وكرامة.
• شعب إيران يواجه اليوم آلة القمع، التي يمتلكها النظام من الباسيج، وما يسمى بالحرس الثوري، ولا يزال الإيرانيون يواجهون الرصاص بأجسادهم، ويتعرضون للموت والاعتقال من قبل النظام القاتل في طهران، وهذا ما يستدعي طرح السؤال: ماذا على الشعب أن يفعل؟ هل يبقى مكتوف الأيدي ويسقط شبابه يوميا قتلا أو اعتقالا؟ وسؤال آخر يطرح على ضوء هذا الواقع الخطير عن موقف المجتمع الدولي تجاه الشعب الإيراني في مواجهته للبطش ومساعيه للعيش بما يستحقه في أرض مليئة بالخيرات وفقيرة إلى مَن يحسن إدارتها.
• الشعب الإيراني وهو يدافع عن نفسه اليوم ضد نظام أضاع خيرات بلاده في صنع الأسلحة والصواريخ والقدرات النووية وتأسيس الميليشيات بغية زعزعة استقرار المنطقة والعالم، هو بذلك يدافع عن حقه بالعيش بأمن وطمأنينة وبالقيم الإنسانية، التي استبدلها نظام الملالي بالحقد والكراهية والقتل.. ولعل المجتمع الدولي يقوم قريبا بواجبه المسؤول تجاه شعب إيران حماية لأمن وحقوق الإنسان إقليميا ودوليا.