@Fahad_otaish
يحتفل العالم في الخامس من شهر أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمعلم، الذي صادف يوم الأربعاء الماضي، وهذه المناسبة تلقى عناية من جميع فئات المجتمع بما في ذلك الآباء والأمهات والشباب، الذين يدينون لمعلمين بما حققوه في حياتهم من الإنجازات، ولعل هذا الاحتفال مناسبة للتعبير للمعلمين والمعلمات عن تقدير المجتمع لدورهم في تربية الأجيال وتنمية المجتمعات وبناء مستقبلها، ومع أن الدولة -أيدها الله- تحرص على تعزيز مكانة المعلم وإعلاء قدره في المجتمع من خلال ما هيأته من الفرص للمعلمين وما زالت لتنمية معارفهم ومهاراتهم من خلال برامج التدريب والتأهيل المختلفة وبشكل تدريجي تم العمل به خلال أكثر من ستين عاماً مضت بحيث بدأت الدولة بفتح معاهد المعلمين الابتدائية لتلبية الحاجة الملحة للبلاد من المعلمين بالتوازي مع حرصها على استقطاب المعلمين الأكفاء من الدول الشقيقة لتلبية متطلبات الخطط المتتابعة لنشر التعليم في الهجر والقرى، إضافةً إلى المدن والبلدات وصولاً إلى ما صرنا إليه اليوم من واقع مشرف سواء من حيث انتشار مؤسسات التعليم بمراحله المختلفة بما في ذلك التعليم الجامعي في كافة أرجاء الوطن، بل إن الكفاءات السعودية من المعلمين أصبحت تبعثها الدولة للمساهمة في نهضة التعليم في البلاد الشقيقة والصديقة على نفقتها، ولم يقتصر ذلك على الرجال فقط، بل إن تعليم البنات وإن كان لاحقاً لتعليم البنين زمنياً إلا أنه لا يقل انتشاراً ولا تقدماً ولا أهمية عنه في جميع المجالات، حيث انتشرت مدارس البنات بمراحلها المختلفة، وكذلك الجامعات وفروعها على مدى الامتداد الجغرافي الكبير لبلادنا الغالية، بل إن معاهد التعليم ومؤسساته استطاعت أن تردف السوق السعودي بالنساء العاملات في كل مجال بعد أن كان ذلك مقتصراً على العمل في مدارس البنات فقد غدت المواطنة السعودية طبيبة وممرضة وصيدلانية في المستشفى، كما شغلت الوظائف بأنواعها في القطاعين العام والخاص، وشغلت المناصب الحكومية وصولاً إلى درجة وزير وعضو مجلس الشورى وفي المنظمات الدولية والإقليمية أيضاً، ولا شك أن ذلك لم يكن ليتم بعد عون الله وتوفيقه إلا بالدور الذي قام ويقوم به المعلمون والمعلمات في إعداد هذه الكوادر من الشباب والفتيات، وقد عزز جهودهم ما توليه الدولة للتعليم من اهتمام وما تخصصه من نفقات وما تنفذه من مشروعات..
صحيح أن الاحتفاء بالمناسبة هو تكريم للمعلمين وتقدير لهم إلا أن ذلك يكتسب أهمية قصوى عندما نذكر ما توليه الدولة لهذه المهنة من الاهتمام وما تحرص عليه من رفع شأن المهنة وجعلها من المهن التي ينظر إليها المجتمع بالاحترام والتقدير، وما نظام رتب المعلمين وتصنيفهم حسب خبراتهم ومستوياتهم العلمية والتربوية، وكذلك نظام الرخصة المهنية للمعلمين وما تتيحه لهم من إشغال الوظائف الإشرافية والإدارية والالتحاق ببرامج الدراسات العليا كل ذلك هو من أصناف التكريم الذي يستحقه المعلمون والمعلمات، ويبقى بعد ذلك المحبة والاحترام من أبنائهم الطلاب، وأكثر أهمية الأجر والثواب الذي ينتظر المخلصين من المعلمين والمربين عند ربهم، فهنيئًا لهم.. وهنيئًا للوطن بأبنائه المخلصين.