[email protected]
المتردد على بعض أو معظم مساجدنا بحاضرة الدمام ومحافظات الشرقية ومدنها وقراها لأداء الصلوات فيها، سوف يكتشف دون مشقة أو عناء أن الصيانة تكاد تكون مفقودة في تلك المساجد، فأبواب دورات المياه لا تعمل بصورة صحيحة، والسباكة في تلك الدورات أصابها أكثر من خلل، فالمياه تتسرب من صنابيرها بغزارة، كما أن تلك الدورات تفتقر إلى صناديق النفايات، وتفتقر أيضًا الى أوراق التنشيف، أما داخل المساجد فإن بعضها يفتقر إلى الإضاءة الكافية، وإلى مياه الشرب، كما أن مكبرات الصوت لا تعمل بصورة جيدة في كثير من الحالات، ويفتقر بعضها إلى عدم وجود الكراسي الكافية لمَن لا يستطيع الركوع إلا باستخدامها، كما أن الأماكن المخصصة للنساء تكون مغلقة باستمرار في معظم المساجد، أضف إلى هذه العيوب أن السجاد في بعضها أكل الدهر عليه وشرب، فهو لا يُغيَّر أو يُجدَّد.
وتعلوني الدهشة لعدم اهتمام أصحاب تلك المساجد بصيانتها، وهم المسؤولون بالدرجة الأولى للقيام بهذه المهمة، وأعجب في الوقت ذاته لاهتمام أولئك بمساكنهم الخاصة، من حيث النظافة والإنارة والصيانة، في وقت يهملون فيه مساجد الرحمن، حيث يؤدي المسلمون فيها صلواتهم، وأشيد بنظافة بعض مساجدنا، حيث تحوَّلت إلى نموذج لابد أن يُحتذى بها، غير أن ذلك لا يحول دون القول إن بعضها الآخر يفتقر إلى كثير من أساليب الصيانة والنظافة، فما أحرى بأصحاب تلك المساجد أن يولوا اهتمامًا خاصًّا بهذه المنشآت الحيوية، فقد صرفوا من جيوبهم الخاصة أموالًا طائلة لإنشاء تلك المساجد تقربًا من رب العزة والجلال بصالح الأعمال، ويشكرون على هذا الجهد المحمود لخدمة المسلمين، غير أن مسؤوليتهم لا تنحصر في الإنشاء فحسب، بل لابد من الاهتمام بصنانة تلك المنشآت، والحرص على نظافتها وسلامتها كمرحلة ثانية وحيوية.