جميل القلب هو ذاك الذي ينعكس جمال قلبه وروحه على الآخرين يمنحهم من نوره فيضيئهم بأفعاله الطيبة وكلماته العذبة، هو لا يكره ولا يحقد ولا يحسد ولا يتشاءم، ولكنه يسعد بمساعدة الآخرين وبنجاحهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم ويدفعهم إلى الأمام دائما، الجميل هو ذاك الذي يزيل عتمة الظلام حين تجتاح أحدهم من ضغوطات الحياة بكلمة طيبة الأثر لتبدو كشمعة يستنير بها فؤاده.
على النقيض من جميل القلب هو ذاك القبيح، بذيء اللسان، الذي لو كان للسانه أن يتبرأ منه لفعل ذلك، ذاك الذي يطلق من فمه رصاصات مدوية على هيئة كلمات تحول قلب ضحيته في غضون دقائق إلى قطع متناثرة، فأثر كلماته القبيحة تصبح شظايا تصيب من لا قدرة له على مجاراته في القباحة والبجاحة.
إن ما تفعله الكلمات والألفاظ القبيحة يكاد يكون أقوى من التشظي النووي الذي تنشطر فيه الجزيئات عن نواة الذرة، أثرها دموي ولكنه لا يرى بالعين المجردة، تغادره الكلمة القبيحة ولكنها لا تغادر قلب المتضرر منها، يحملها معه إلى منزله إلى طاولة طعامه إلى وسادته، ترافقه في حله وترحاله.
التساؤل الذي يراودني هو عن ماهية الإحساس الذي يشعر به بعد إلقاء كلماته؟
هل يشعر بالانتصار؟ بالقوة؟ باللذة؟ إن كان كذلك فهذا لا ينم إلا عن جهل وضعف داخلي يعاني منه، فقد قال القرطبي: (والبذيء اللسان يسمى سفيها، لأنه لا تكاد تتفق البذاءة إلا في جهال الناس، وأصحاب العقول الخفيفة).
هنا أقول للجميع اتركوا أثرا طيبا على جرحى هذه الحياة الفانية، انثروا عبير كلماتكم الطيبة على من يحتاجها، امدحوا حين تجدون من يستحق المدح، واشكروا الناس، وادعوا الله لمن تحبون وقولوا حسنا، فالكلمة الطيبة عبادة ومفتاح للقلوب، وسحر حلال تمتلكون به قلوب من حولكم، وليس بعد حديث رسولنا الكريم حديث حين قال صلى الله عليه وسلم: ((إن من موجبات المغفرة بذل السلام، وحسن الكلام)).
ومضة:
إذا لم تجد من يضيء لك قنديلا، فلا تبحث عن آخر أطفأه، وإذا لم تجد من يغرس في أيامك وردة، فلا تسع لمن غرس في قلبك سهما ومضى.
Twi: @al_muzahem