حذر حلف شمال الأطلسي "ناتو"، من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ربما يكون قد نشر غواصة نووية ضخمة، تحمل أسلحة مدمرة قادرة على إحداث تسونامي نووي" وإغراق مدن ساحلية.
واختفت غواصة بيلجورود النووية، والتي تعد من أضخم غواصات العالم، من قاعدتها الرئيسية في القطب الشمالي.
ماذا يعني اختفاء الغواصة الروسية النووية؟
يعني اختفاء الغواصة الروسية أنها قد تكون في طريقها لاختبار القنبلة النووية التي تحملها "بوسيدون"، وفقا لتحذير حلف شمال الأطلسي الذي نشرته صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية أول مرة الأحد.
وأرسل الناتو تحذيرا إلى حلفائه بأن الغواصة اختفت، إلا أنه لفت إلى أنه "لا يزال يعتقد أن الغواصة تعمل في القطب الشمالي"، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
Video of the Russian navy belgorod submarine which just sailed for the first time. #submarine #navy@CovertShores pic.twitter.com/wZDa870UJi— K-560 (@K560s) June 26, 2021
الغواصة بيلجورود وطوربيداتها النووية
تمتلك الغواصة النووية الروسية بيلجورود، التي يبلغ طولها نحو 183 مترا، قوة نارية قادرة على محو مدن بأكملها، إضافة إلى قدرات على توليد موجات "تسونامي" إشعاعية ضخمة في البحار، يمكنها من تدمير مدن ساحلية وجعلها غير صالحة للحياة.
وتعمل بيلجورود منذ يوليو الماضي، ويمكنها أن تبقى 120 يوما تحت الماء، دون الحاجة إلى العودة إلى السطح.
وتحمل الغواصة النووية 6 طوربيدات نووية من نوع بوسيدون، يعادل حجم الطوربيد الواحد حافلة مدرسية كبيرة.
الطوربيد النووي بوسيدون هو سلاح يأخذ شكل مركبة مسيرة عن بعد، قادرة على السفر تحت الماء لمسافات طويلة، تصل إلى 9650 كيلومترا تقريبا.
وتستخدم المركبة لتفجير رأس حربي نووي مثبت في مقدمتها بقوة 2 ميجا طن، أي أكثر من 130 ضعف حجم القنبلة التي ألقيت على هيروشيما، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تسونامي مشع يصل ارتفاعه إلى 487 مترا، مصمم لإغراق المدن الساحلية وتركها في دمار نووي.
سيناريو نووي مرعب
شكك مراقبون في صحة التقارير المحذرة من استخدام روسيا لغواصتها النووية العملاقة في الوقت الحالي، مرجعين ذلك لعدد من الأسباب؛ إذ يعد وصولها إلى بحر البلطيق دون اكتشافها أمرا بالغ الصعوبة.
ومن غير الواضح ما إذا كان هناك وقتا كافيا لبيلجورود للانتقال من قاعدتها الرئيسية في القطب الشمالي إلى بحر البلطيق، على مسافة حوالي 4800 كيلومتر، دون ملاحظة غيابها.
يشار إلى أنه لم يتم اختبار قوتها التدميرية مطلقا، بسبب الحظر الدولي على تجارب الأسلحة النووية.
الصخب الروسي حول استخدام الأسلحة النووية أو كسر معاهدات التجارب النووية باختبار بوسيدون في المياه النائية بالقطب الشمالي سيكون خطوة استفزازية من قبل موسكو.
أمريكا: قد تسوء الأوضاع بالنسبة لروسيا
على الصعيد ذاته، حذر المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية ديفيد بتريوس من أن أمريكا وحلفائها سيدمرون قوات روسيا في أوكرانيا، وإغلاق أسطولها بالبحر الأسود، إذا استخدم بوتين أي أسلحة نووية في الحرب الأوكرانية.
وقال بتريوس لشبكة "أي بي سي نيوز" الأمريكية: إنه لم يتحدث مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، بشأن رد واشنطن المحتمل على تصعيد نووي محتمل من روسيا.
وأضاف "سنرد جماعيا كقوة الناتو بما يقضي على أي قوة روسية تقليدية يمكن رؤيتها خاصة في ساحة المعركة بأوكرانيا".
وأوضح أنه إذا كانت روسيا لا تريد الدخول في تصعيد نووي "عليها أن تثبت أنه لا يمكن قبول هذا الفعل بأي شكل".
وأوضح أنه لا يزال من الممكن أن يزداد الأمر سوءا بالنسبة لبوتين وروسيا، لافتا إلى أنه حتى لو لجأ إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في ساحة المعركة لن يغير الوضع على الإطلاق.
