أتمنى بعد عودتي للوطن الانضمام لفريق متعاون لإكمال رحلتي البحثية
التأكد من هوية المستضد عبر سلسلة تجارب لاعتماده رسميا من «ISBT»
لا دليل علمي على الجين المسبب لظهور البروتين الحامل للأجسام المضادة
أطمح لأن يكون لدينا بنك دم مرجعي للحالات المعقدة في الشرق الأوسط
كشفت الباحثة السعودية سماح عواد الصبحي، المبتعثة من كلية العلوم الطبية التطبيقية قسم طب المختبرات بجامعة أم القرى لجامعة بريستول بالمملكة المتحدة، مكتشفة الجين المسبب لظهور مستضدات «Er» بعد 40 عاما من اكتشافها، عن اكتشاف المستضد الجديد والتعرف عليه وتصنيفه لفصيلة دم موجودة حاليا وتسمى «لوثرن»، وتحتوي على 27 مستضدا، ليصبح مجموعها بالمستضد الجديد«28»، وتم التأكد من هويته من خلال سلسلة تجارب، وسيتم اعتماده كمستضد جديد بشكل رسمي من قبل منظمة «ISBT».
وأضافت الصبحي في حوار خاص لـ «اليوم» إنه سيتم اعتمادها كفصيلة دم جديدة بشكل رسمي في منظمة «ISBT»، وبذلك تكون لدينا 44 فصيلة دم بدلًا من 43 فصيلة، وقالت إنها حصدت جائزة علمية للباحثين، الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، عن بحثها بعنوان «تحقيقات في تحديد وتوصيف مستضد جديد في فصيلة الدم لوثرن» وتم ابتعاثها لمرحلة الدكتوراة في منتصف 2019، وقبل ذلك تم ابتعاثها من كلية العلوم الطبية التطبيقية قسم طب المختبرات بجامعة أم القرى لنفس الجامعة لنيل الماجستير.
• كيف حصلتِ على جائزة مارجريت كينرايت للعلماء الشباب؟ وكم كان عدد المتقدمين تقريباً؟
- هي جائزة تمنح للباحثين، الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا ويحقق ملخصهم البحثي أعلى الدرجات بعد مراجعته من قبل خبراء نقل الدم، وتقدم للجائزة باحثون من جميع أنحاء المملكة المتحدة، وحصل البحث الذي شاركت فيه على تقييم عال وفزت بالجائزة، وفي هذا العام فاز بالجائزة ستة أبحاث، وكان بحثي من ضمنها، وقد شاركت في المؤتمر كمتحدثة بالبحث الذي يحمل عنوان «تحقيقات في تحديد وتوصيف مستضد جديد في فصيلة الدم لوثرن».
• وما تفاصيل بحثكِ المنشور، والآخر الذي شاركتِ به في المؤتمر؟
- هناك بعض المصطلحات، التي يجب توضيحها في البداية، يوجد في الحمض النووي «DNA» جينات تترجم وتعطينا بروتينات تظهر على سطح كريات الدم الحمراء، بعض منها يحمل مستضدات معينة، وعندما تفقد الخلية أي من هذه المستضدات يكون الشخص عرضة لتكوين أجسام مضادة لهذا المستضد، فإذا تم التعرف على المستضد والبروتين الحامل له والجين المسبب لظهوره هنا نسميها فصيلة دم، وحاليا يوجد 345 مستضدا موزعة على 43 فصيلة دم ولا يزال هناك 33 مستضدا مجهولة الهوية نعلم بوجودها لأنها تتفاعل بطريقة معينة، ولكن لا نعلم البروتين الحامل لها ولا الجين المسبب لظهورها، وهذا ما أقوم به الآن، حيث أجري أبحاثا على أربعة من هذه المستضدات مجهولة الهوية لمحاولة التعرف ليس فقط على البروتين الحامل لها والجين المسبب لظهورها، ولكن أيضا ما أهمية هذا البروتين الحامل للخلية، وذلك من خلال التعديل الجيني للخلية، حيث أقوم بإزالة الجين وألاحظ التغيرات، التي تحدث للخلية ثم إرجاع الجين المزال للخلية مرة أخرى بشكلٍ مؤقت أو دائم وملاحظات التغيرات، وذلك عن طريق سلسلة من التجارب المتنوعة.
• هل توجد أنواع للمستضدات مجهولة الهوية؟
- نعم المستضدات مجهولة الهوية تنقسم إلى ثلاثة أقسام؛ مستضدات موجودة في أكثر من 99 % من الأشخاص ونسميها بالمستضدات عالية الانتشار ومستضدات موجودة في تقريبا أقل من 1 % من الأشخاص ونسميها منخفضة الانتشار، والنوع الثالث مستضدات قد تكون خليطا من الاثنين، ولكن عددها 2-3 مستضدات جمعت مع بعض في مجموعة بناء على الصفات المشتركة بينها وفي طريقة تفاعلها مع الأجسام المضادة، ولكن ليس هناك دليل علمي على الجين المسبب لظهور البروتين الحامل لها ونسميها المجموعات.
• ماذا عن بحثكِ المنشور في المجلة العلمية مؤخراً؟
- بحثي المنشور تناول أحد هذه المستضدات مجهولة الهوية يسمى بمجموعة «Er» وتمكنت مع فريق البحث من إيجاد الجين المسبب له بعد 40 عاما من اكتشاف هذه المستضدات وبعد 12 عاما من اكتشاف الجين في 2010 ويسمى piezo1 بالإضافة لاكتشاف مستضدين جديدين تمت إضافتيهما للمجموعة «Er»، وتم نشر الورقة العلمية، التي تحمل عنوانMissense mutations in PIEZO1, encoding the Piezo1 mechanosensor protein, define«the Er red blood cell antigens»، وسيتم اعتمادها كفصيلة دم جديدة بشكل رسمي في منظمة «ISBT»، وبذلك تكون لدينا 44 فصيلة دم بدلًا من 43 فصيلة.
• ماذا عن البحث، الذي شاركتِ به في المؤتمر؟
- أما البحث الذي شاركت به في المؤتمر فهو اكتشاف مستضد جديد تم التعرف عليه وتصنيفه لفصيلة دم موجودة حاليا، وتسمى فصيلة لوثرن، تحتوي فصيلة لوثرن على 27 مستضدا ومع هذا المستضد الجديد، الذي تم اكتشافه يصبح مجموع المستضدات 28 مستضدا، وتم التأكد من هوية المستضد عبر سلسلة تجارب وسيتم اعتماده كمستضد جديد بشكل رسمي من قبل منظمة «ISBT».
• كيف يتم اكتشاف هذه المستضدات؟
- أي مستضد أو فصيلة دم جديدة يبدأ اكتشافها من المريض الذي يكون أجساما مضادة تتفاعل مع كريات الدم الحمراء عند محاولاتنا إيجاد وحدة دم مناسبة له، وهنا يأتي دورنا كباحثين في عمل سلسلة من التجارب للتعرف على ماهية المستضدات، وبعد التعرف عليها يتم تصنيفها لفصائل دم موجودة حاليًا أو جديدة، وبعد ذلك يتم الإعلان عنها في المؤتمرات والبحوث المنشورة لتصل المعلومة للمهتمين في جميع أنحاء العالم.
• ما أهمية هذه البحوث؟
- بما أن المستضدات، التي أقوم بدراستها حاليًا موجودة في 99 % من الأشخاص فإن الشخص الذي لا يوجد على خلاياه أحد هذه المستضدات يكون عرضة لتكوين أجسام مضادة إذا تم نقل دم له يحمل هذا المستضد المفقود أو في حال كانت المرأة حاملا بطفل يحمل هذا المستضد، مما قد يتسبب في تحطم كريات الدم الحمراء المنقولة له أو تحطم كريات الدم الحمراء للجنين في حال المرأة الحامل، الذي يؤثر سلبا على فرص الحمل مستقبلًا.
• كيف يتم تأمين الدم لهؤلاء المرضى؟
- كثير من الحالات لا توجد لها وحدة دم مناسبة إلا من خلال أحد أفراد الأسرة أو الشخص نفسه يتبرع لنفسه أو عن طريق بنوك الدم للفصائل النادرة، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأجسام المضادة آمنة أي لا تسبب أي أضرار أو أن يكون الضرر الناتج عنها مسيطرا عليه حتى إن تم نقل وحدة دم غير متطابقة للمريض، لذلك فإن دراستنا للمستضدات مجهولة الهوية بكافة أنواعها ومعرفة الجين المسبب لها مهم جدا لتقديم الرعاية الصحية للمريض في الوقت المناسب حفاظا على صحته؛ لأن تأخرنا في تقديم الرعاية الصحية قد ينتج عن عدم معرفتنا بالطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه المستضدات ومدى خطورة مضاداتها، خصوصا في حال المرضى، الذين يحتاجون إلى نقل الدم بشكل مستمر مثل مرضى الثلاسيميا والأنيميا المنجلية، حيث إنهم أكثر عرضة لتكوين هذه المضادات.
• ما هي طموحاتكِ المستقبلية؟
- أتمنى بعد انتهاء فترة ابتعاثي وعودتي للوطن أن أجد نفسي ضمن فريق متعاون وبيئة محفزة ومجهزة لإكمال رحلتي البحثية وأعلم أن هذه أمنية كثير من المبتعثين، وأطمح لأن يكون لدينا بنك دم مرجعي للحالات الصعبة والمعقدة الموجودة في الشرق الأوسط ومعترف به عالميا، فنحن توجد لدينا الإمكانات البشرية والمادية، ولكن هذه الخطوة تحتاج لكثير من الوقت والجهد من قبل فريق متعاون من المهتمين وصانعي القرار.
• كلمة أخيرة؟
- أقدم شكري للقيادة الرشيدة على دعمها اللامحدود في تمكين المواطنين من التحصيل العلمي والحصول على أفضل الدرجات العلمية، وأشكر الملحقية الثقافية في لندن لرعاية شؤون المبتعثين، وتذليل كافة العقبات.