دعت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إلى وقف إطلاق النار باعتباره السبيل الوحيد الذي يمكن أن يضمن استقلال أوكرانيا.
وبحسب مقال لـ "ديفيد تي باين"، فإن إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن سينقذ حياة عشرات الآلاف من الأوكرانيين ويمنع اجتياح القوات الروسية للبلاد.
تقديرات غير دقيقة
ولفت المقال إلى أن بدء حرب شاملة ضد أوكرانيا بعد التعبئة الروسية من المرجّح أن تكون أكثر تدميرًا، ويمكن أن تشمل بعض الأسلحة الروسية القوية التي لم تُستخدم بعد، بهدف استسلام أوكرانيا بشكل تام.
ومضى يقول: في أعقاب الهجوم المضاد الأوكراني الناجح في خاركيف في وقت سابق من هذا الشهر والذي أسفر عن تحرير ما يقرب من 6% من الأراضي التي تحتلها روسيا، يواصل القادة الغربيون المبالغة في تقدير فرص أوكرانيا في الفوز بالحرب.
وأردف: تشير التقارير إلى أن التعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين لن تقتصر على 300 ألف جندي، كما زعمت الحكومة الروسية بشكل مُضلل، بل قد تصل إلى 1.2 مليون جندي احتياطي يجري استخدامهم لاجتياح أوكرانيا في هجوم شتوي مخطّط قد ينهي استقلال البلاد مطلع العام المقبل.
تحول لصالح روسيا
تابع: حتى بعد تصعيد بوتين الدراماتيكي للحرب، أعلنت الحكومة الروسية أنها تواصل الانفتاح على مفاوضات السلام مع أوكرانيا.
وأشار إلى أن الحكومة الأوكرانية ترفض لقاء الممثلين الروس للتفاوض على إنهاء الحرب، بسبب الدعم العسكري المستمر من الغرب.
واستطرد: مع ذلك، لسوء الحظ، فإن احتمال حصول أوكرانيا على مزيد من الأراضي ضئيل للغاية، وحتى لو تحقق، فقد يؤدي ذلك إلى رد نووي روسي.
وشدَّد على أن أي زيادة في شحنات الأسلحة الغربية إلى كييف لن تكون كافية لمواجهة عدد القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.
وأردف: بناء على ذلك، فإن الزخم في الحرب على وشك التحول بشكل نهائي لصالح روسيا.
العودة إلى الدبلوماسية
أوضح أن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها للغرب منع هزيمة أوكرانيا في ساحة المعركة خلال الأشهر العديدة المقبلة، وتجنّب حدوث صراع نووي مع روسيا، هي العودة إلى الدبلوماسية.
وتابع: يحتاج الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار واتفاقية هدنة لإنقاذ أوكرانيا، وضمان أمنها، والحفاظ على استقلالها السياسي والاقتصادي، مع السيطرة على 81 %على الأقل من أراضيها.
مصلحة أمريكية
أشار إلى أنه من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة أن تتفاوض روسيا وأوكرانيا على وقف دائم لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن وتجنب تصعيد نووي محتمل.
وأضاف: يجب على إدارة بايدن أن تعرض عدم تنفيذ عقوبات اقتصادية جديدة ضد روسيا ، والتوقف عن إرسال المزيد من الأمريكية إلى أوروبا الشرقية ، وتعليق المساعدة العسكرية المميتة لأوكرانيا مقابل وقف روسي فوري ومستدام لإطلاق النار.
ولفت إلى أن تخفيف العقوبات في أعقاب اتفاق السلام من شأنه أن يوفر الإغاثة الاقتصادية لملايين الأمريكيين الذين يعانون من الركود الناجم عن العقوبات الغربية ضد روسيا.
