يتهنقم (فعل مضارع) باللهجة الحساوية، ويعني يتململ ويتشكى ويتذمر ويتحلطم ولا يعجبه شيء، وفي الوسط الرياضي حالياً لدينا الكثير ممن (يتهنقمون) على ولا شيء، وبما أن الجملة وردت في تغريدة لخالي العزيز أبو محمد فقد خطر لي أن تكون عنواناً للمقال!
قبل أن (يتهنقم) علي زميلي العزيز الدكتور منصور، الذي نبهني أنني ركزت على (تكليجات) صفراء في مقالي السابق وتركت الزرقاء، وأرسل لي مقطعاً لأحد الزملاء يتكلم فيه عن أن تاليسكا لم يقدم شيئا للنصر في أول مباراتين برغم أنه كان موقوفاً عن اللعب وأن ذلك الإعلامي ذا الميول الزرقاء (جاب العيد)، فهذا أنا أعرج عليه كما وعدته وأردد (التكليجات) لا ميول لها!
الأخضر لعب مباراة مقبولة نسبياً (تكتيكياً) أمام الإكوادور وشخصياً أعجبتني دقائق معدودة فقط كان الأخضر يتناقل الكرة بثقة، ولكن تلك الثقة كان ينقصها الاستمرار وألا ينغص عليها تمريرة أو اثنتين خاطئة كشفت الدفاع وأضاعت تلك الثقة لتتحول للعشوائية ولست مع (المتهنقمين)، الذين يطلقون أحكاماً بفشل الأخضر قبل أن يخوض غمار المونديال، وأعتقد أنه كلما كانت المباريات التجريبية غير مقنعة كان حضورنا الفعلي مميزاً، ولكن ذلك لا يعني أن ما يقدمه أخضرنا تجريباً حالياً يوازي الطموح والتطلعات!
وجود معرض للهلال وسط أكبر المجمعات بالكويت (ضربة معلم)، فذلك المجمع يمتلئ بالزوار في جميع أيام الأسبوع، وهي حركة تسويقية ممتازة تنم عن أن الهلال أصبح يدار بعقلية اقتصادية احترافية ذكية يجب أن يحتذى بها، ولست مع بعض الإعلاميين الذين لم يكن همهم في الأيام الثلاثة الماضية إلا التقليل من ذلك المعرض و(الطقطقة) باستظراف يميل إلى التهكم بأن الهلال كان لا بد أن يستعين بإدارة الحشود للتغلب على الزحام الشديد/ فتلك (الهنقمة) قد تعجب بعضا ممن يشاطرك الميول، ولكن العمل الصحيح والمبني على نظرة مستقبلية واضحة يستحق الإشادة بصرف النظر عن الميول!
يوم الجمعة المنصرم احتفل الجميع بيوم الوطن 92 في كل شبر من وطننا العزيز، ولم يكن ليشوه تلك الاحتفالات إلا بعض التصرفات الصبيانية والطائشة هنا وهناك، التي للأسف نجم عنها أحداث مميتة نتمنى ألا تتكرر وأن يكون ما حدث درساً قاسياً للمستقبل، فنحن نريد أن تكون أفراحنا بلا شوائب حتى لو كانت مجرد (هنقمة)!
خاتمة
عوضاً عن أن (تتهنقم) بالحساوي وتزعج الآخرين (تهنجم) بالعربية الفصحى، واحتفظ بكلامك لنفسك!