في ذكرى اليوم الوطني السعودي الـ92 الموافق 23 سبتمبر من العام الجاري 2022، بدأت الفيديوهات الاحتفائية للمؤسسات الحكومية والخاصة في الانتشار في وقت مبكر قبل المناسبة الوطنية المميزة.
اليوم الوطني أيضا يشكل تظاهرة خاصة للمتخصصين في التسويق، الذين يتنافسون لصياغة أفكار إبداعية تنجح في استقطاب أعلى نسبة مشاهدة وتفاعل ومشاركة من الجماهير. وعلى الرغم أن الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن أفضل فيديو تسويقي لليوم الوطني، إلا أن هيئة المحتوى المحلي سرقت الأضواء بفيديو «سمننا في دقيقنا» ليس فقط لناحية العنوان المستوحى من مثل شعبي مستوحى من الثقافة المحلية، بل لجمال قصة الفيديو وصدقها وبراعتها في استثمار المناسبة الوطنية لإيصال رسالة إستراتيجية.
فالفيديو يروي أحداث قصة واقعية لشاب حديث التخرج يحاول أن يجد له وظيفة في شركة محلية متخصصة في الملابس، وعلى الرغم من أن فرص الشاب تبدو ضئيلة لعدم وجود خبرة لديه، فضلا عن أن الشركة تسجل تراجعا في أدائها، إلا أن قرارا إستراتيجيا اتخذه رئيس الشركة قلب المشهد رأسا على عقب، إذ اختار إنتاج 3 آلاف قميص من شركة محلية اسمها «الرداء الأمثل» بدلا من استيرادها من شركة أجنبية، لينعكس أثر القرار على تضاعف إنتاج مصنع «الرداء الأمثل»، ليضطر لطلب المزيد من الأقمشة من أقرب مورد وهو مصنع «النسيج الرائد»، الذي عبرت مديرته وعاملاته السعوديات، بفرحتهن بالطلبية الكبيرة من القماش، بطلبية كبيرة للغداء من مطعم محلي يديره رواد أعمال سعوديون ويسجل نجاحات متوالية اضطر معها لبناء فروع جديدة في مختلف مناطق المملكة، لينعكس هذا المشهد المزدهر على أعمال المقاول المحلي وإنتاج مصنع الأسمنت المحلي، وعلى قبول الشاب الخريج الباحث عن وظيفة هو وزملاؤه من المتقدمين في الشركة المحلية، بجانب ازدهار حياة العاملين في المصانع المحلية مثل منيرة محمد، التي زاد دخلها لتتملك شقة كبيرة، وآخر تزوج، وثالث اشترى سيارة جديدة، ولتكون الرسالة الكبيرة، التي وصلت للكل وفهمها الكل، أن «سمننا في دقيقنا» هي ترجمة شعبية بسيطة للهدف الوطني الإستراتيجي بزيادة المحتوى المحلي في جميع مراحل سلاسل الإمداد، سواء في التوظيف أو المشتريات أو الصناعة أو دعم رواد الأعمال.
@woahmed1