DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من الغاز إلى الفحم.. هل تدخل أوروبا عصور الظلام؟

من الغاز إلى الفحم.. هل تدخل أوروبا عصور الظلام؟
من الغاز إلى الفحم.. هل تدخل أوروبا عصور الظلام؟
صورة لبرج كهربائي- رويترز
من الغاز إلى الفحم.. هل تدخل أوروبا عصور الظلام؟
صورة لبرج كهربائي- رويترز

من الغاز إلى الفحم، تعود أوروبا للاعتماد على المصدر الذي تخلَّت عنه منذ عقود لإنتاج الطاقة اللازمة لتسيير الحياة اليومية في بلدان القارة، إذ على مدار العقود الماضية اتجهت أوروبا لإحلال مصادر الطاقة النظيفة محل المصادر الملوثة للبيئة.

وفي حين أغلقت أكثر محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، اتجَّهت إلى الغاز ليكون المصدر الأهم في إنتاج الطاقة بالقارة العجوز، وكانت روسيا هي المصدر الأكبر لتوفير هذا الغاز إذ تزوّد وحدها أوروبا بما يقدر بـ40% من احتياجها من الغاز.
أوروبا التي تعتمد على الغاز الروسي بنسبة كبيرة، تقف على أعتاب شتاء قارس ربما يكون الأقسى الذي يمر عليها منذ الحرب العالمية الثانية، فانقطاع الغاز الروسي مصحوبًا بموجة جفاف عطَّلت إنتاج الطاقة الكهرومائية، وحرارة حدَّت من إنتاج المحطات النووية، جعل البلدان الأوربية جميعها في وضع لا تُحسد عليه.

احتياطات غاز أوروبا لا تكفي الشتاء


كان تخفيض الإمدادات الروسية من الغاز المتدفق نحو أوروبا عام 2021 إلى 35% من إجمالي الحصة المفترض وصولها إلى القارة، له أثر في تقليل احتياطياتهم.

وبينما أمِل الأوروبيون في رفع هذه النسبة عام 2022، ضربت الأزمة الروسية الأوكرانية آمالهم، فالعقوبات المفروضة على روسيا من أوروبا ردت عليها موسكو بعقويات مماثلة في الاتجاه المعاكس، كان أسوأها خفض الإمدادات الروسية من الغاز في خط نورد ستريم1 إلى 20% فقط.

وقد زاد الأمر صعوبة كون أوروبا على أعتاب الشتاء الذي يتزايد فيه الطلب على مصدر الطاقة المستخدم في أكثر من قطاع، بينها الصناعة والتدفئة والإنارة.

ويُقدَّر مخزون الغاز الطبيعي -وفقًا لبيزنس ريفيو- في رومانيا حاليًا بنحو 33 تيراواط ساعة، وهو ممتلئ بنسبة 75%، واحتياطات الدول: ألمانيا 86٪، فرنسا 93٪، النمسا 68٪، المجر 65٪، جمهورية التشيك 83٪.

منشأة تخزين غاز في ألمانيا- رويترز


أوروبا تحاول إيجاد بدائل للغاز الروسي

في أزمة كتلك التي تمر بها أوروبا، يحاول كل بلد منفردًا أن يجد مصادر تزوده بالطاقة لتسيير الحياة اليومية بها.

فتحاول ألمانيا، وهي أكبر المعتمدين على روسيا لتوفير الغاز بنسبة 55%، أن تجد مصادر أخرى تعتمد عليها لتعويض المفقود من الغاز الروسي، فتتجه برلين للحصول على إمدادات بديلة من الغاز من النرويج وهولندا، وشراء الغاز المسال من الولايات المتحدة، كما تعمل أيضًا بالإضافة للنمسا وهولندا على زيادة استخدام الفحم لتشغيل محطات الطاقة.


غير أن كل تلك الخطوات تحتاج إلى وقت للتنفيذ، ولن تستطيع إحلال بديل كامل للروس قبل الشتاء وفقا لـ"بي بي سي".


بدورهما، تحاول إيطاليا وإسبانيا استيراد مزيد من الغاز الجزائري، كما تحاول فرنسا زيادة اعتمادها على محطات الطاقة النووية لديها، لتعويض نقص الغاز، والاتجاه إلى دول أخرى لسد العجز الغازي لديها.

ناقلة غاز مسال عبر البحر- رويترز

هل تتوقف الحياة الأوروبية؟


خلال الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 28٪، بعد أن أوقفت روسيا إمدادات الغاز عبر خط نورد ستريم 1 للمرة الثانية هذا العام، متعللة باكتشافها تسربًا للنفط في المحركات.

القرار الروسي وما نتج عنه دعا الدول الأوروبية لتقديم إعانات حكومية لشعوبها، حتى يستطيعوا تحمل كلفة الارتفاع الهائل في سعر الطاقة، فأعلنت ألمانيا عن حزمة إغاثية بقيمة 65 مليار يورو لمساعدة الأسر والشركات على التكيّف مع ارتفاع أسعار الطاقة، وما يترتب عليه من ارتفاع في المعيشة.

وفي بريطانيا تدرس رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس إقرار حزمة بقيمة 100 مليار جنيه إسترليني، للمساعدة في السيطرة على ارتفاع كلفة المعيشة.

ووفقًا لـ"بي بي سي" فقد توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق خفضت فيه الدول الأعضاء استخدامها للغاز بنسبة 15%، ما سيؤثر بدوره في المواطن الأوروبي الذي يعاني بالفعل ارتفاع سعر الطاقة وهو مُقدم على شتاء يعتمد فيه بشكل كبير على الغاز في التدفئة.

محطة غاز روسية- رويترز


لتوفير الكهرباء.. أوروبا تُظلم شوارعها!


وعلى جانب الكهرباء، أعلنت شركة يونير الألمانية تكبّدها خسائر كبيرة وطلبت من الحكومة التدخل لإنقاذها من الانهيار، وتواجه شركة إليكتريسيتي دو فرانس الفرنسية وضعًا مشابهًا إذ تتعثر بسبب ارتفاع كلفة الغاز وقلته.

الوضع ليس أفضل في باقي دول أوروبا، وقد جرى تخفيض الإنارة في شوارع أوروبا في محاولة لتخفيف الضغط على شركات الكهرباء التي تعاني فقررت ألمانيا عدم إضاءة المباني العامة والمعالم الأثرية في أثناء الليل، بينما اتجهت إسبانيا إلى إطفاء الأنوار في نوافذ المتاجر بعد الساعة العاشرة مساء.

أما فرنسا فاتخذت إجراءات مشابهة، في محاولات من الاتحاد الأوروبي لتوجيه الكمية الضيئلة المتوافرة من الغاز إلى القطاعات الأهم.

صورة لشارع مظلم- مشاع إبداعي