@shlash2020
للنجاح ألف أب، وأما الفشل فهو طفل يتيم لا يكاد يعترف به أحد، ولذلك كما يريد القائد نسبة النجاح إليه وهو حق من حقوقه، فالقائد أساس النجاح ومحركه، عليه أن يعترف بالمسؤولية عن الفشل مهما كانت المبررات ويترك المكان لمن قد يعيد ضبط البوصلة، وهذا ليس عيبا بل هو قمة الرقي ومحاولة لإيقاف نزيف الخسائر، وقد يجد القائد مكانا آخر يبدع فيه ويقدم.
يجب على القائد ألا يكابر، وألا يصدق المطبلين حوله، فكل مستفيد منه سيقول: اصبر قد تتعدل الأحوال وتعود الأمور إلى نصابها، فيستمر مسلسل الخسائر والإخلال بالسمعة وتوسيع الفجوة، ويصبح الفشل جزءا من تاريخه وبنسبة مؤكدة وعريضة لا يمكن تغطيتها.
إذن متى يستقيل القائد؟
أولا ليس هناك منصب دائم، ومن لم يزل عنك ستزول عنه، ولذلك لابد أن يكون لدى القائد بصيرة ويعرف متى يغادر المكان، ولا أؤيد أن يستقيل القائد وهو في قمة نجاحه حتى تكون الذكرى عنه جميلة كما يفعل البعض، فهذا هروب من وجهة نظري، ولكن قد يكون من الأفضل للقائد الاستقالة في الحالات التالية:
عندما يجد أنه لا يحمل صفات القيادة، وهذا ليس عيبا فقد قال رسول الإنسانية صلوات الله وسلامه عليه لأبي ذر رضي الله عنه عندما سأله المنصب وهو الصحابي الجليل ذو الفض والفضيلة: «يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها».
أو عندما يجد أن المجال الذي تولى فيه القيادة لا يناسبه أو لا يعرف وسائل النجاح فيه، فيغادر ليبحث عن مجال آخر.
وعندما يجد أنه لا شيء جديد لديه ليقدمه، فقد قدم أجمل ما لديه، وحصد ثمار خططه، وطورها، ولذلك من المناسب أن ينتقل إلى ميدان آخر.
وعندما يرى من العاملين معه ضعفا في التعاون وعدم تفاعل، فإذا حاول الإصلاح ولم يتغير الوضع، ليتوجه إلى بيئة أخرى قد يجد فيها إبداعه.
وعندما يستشير الخبراء الناصحين ويشيرون عليه بترك المكان، فمن الأفضل أن يطيع رأيهم لأنهم خبراء وليسوا واحدا قد يكون رأيه خطأ.
إذن لابد من المغادرة حتى لا تكون الخسائر أكثر ودمار السمعة أكبر، مع ضرورة تسليم الراية لمن يكمل النجاح ويعوض النقص.