@shlash2020
«ذكر البيهقي في كتابه شعب الإيمان: عن مالك بن أنس قال: قال عمر بن عبدالعزيز لرجل: من سيد قومك؟ قال: أنا! قال: لو كنت كذلك لم تقله».
من قال: معكم الإعلامي فلان، فلا يمكن أن يكون إعلاميا، ومن قال: معكم الشيخ علان، فمشكوك في مشيخته، ومن قال: معكم المؤثر، فهو لم يؤثر على نفسه فكيف يؤثر في غيره؟!
كلما ارتفع العظماء زاد تواضعهم، وكلما ارتفع الصغار ظهر عوارهم، ومن أراد النجاح والتوفيق فليحرص على التواضع، لأن من تواضع لله رفعه.
في وقتنا الحاضر هناك أشخاص هربوا من السعي للتميز بالتشبث بأمجاد الماضي، فتوقفوا عند نجاحات صنعوها في فترة زمنية معينة، وأصبح الواحد منهم «كنتيا» لا يتوقف عن ترديد: كنت وكنت، أو افتخروا بأمجاد لم يصنعوها بل هي أمجاد سابقيهم، وفي هذا دمار لهم ولمن بعدهم ولمن حولهم.
يجب ألا يعطى مثل هؤلاء الفرصة، فلا نمرر «معكم الشيخ فلان» فنقول: أهلا بالشيخ! أو «الدكتور فلان» أو «المؤثر فلان» أو «المفكر فلان» حتى لا نتسبب في دمار المجتمع بتشجيع العطالة، ويجب أن تربي الأسر أبناءها على التواضع إن كانت تريد بقاء اسمها ونجاح أبنائها.
فمثل هذه الحالة المرضية تكثر في بعض الأسر ذات المجد القبلي أو التجاري أو العلمي، وقد تؤدي إلى مشاكل وقطيعة رحم فالكل يريد أن يكون متفاخرا، ولو رأى جدهم ما يصنعونه باسمه لا أظنه سيكون فخورا بأفعال أبنائه، الذين كان الواجب أن يكونوا أكثر حرصا على بقاء اسم عائلتهم بالنجاح والتواضع فقد جاءهم هذا المجد بغير تعب ولا جهد.
قابلت يوما أحد الكبار، فلم أعرفه إلا بعد التعريف به، وقلت له: أنت جدك فلان؟!
قال: نعم!
قلت: لماذا لم تخبرنا حتى نقدرك القدر الذي تستحقه؟!
قال: من افتخر بأجداده كان كمن يحمل على ظهره كيسا مملوءا بالعظام، وهو يقول: هذا أنا!
كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محموده عن النسب!
فليس يغني الحسيب نسبته بلا لسان له ولا أدب!