في العام 2011 أقامت وزارة الثقافة والإعلام في المملكة معرضا سمته معرض الميديا وكان محاولة لدعم الفنانين السعوديين المتوجهين نحو هذا الشكل المستجد في ساحة الفنون البصرية، كانت بوادر التوجه قد حضرت في بعض المناسبات المحلية والعربية، ولأنها كانت محددة بأسماء وعلاقات كان السعي لإتاحة الفرصة للجميع. حضرت المعرض وكان مزدحما بالأعمال والمحاولات والاختلاف. التشجيع كان سمة المعرض لكننا على مستوى الخارج كانت بوادر التوجه ظاهرة في بعض النشاطات الفردية، أو المؤسساتية التي شجعت ذلك الاهتمام في بعض المشاركات الخارجية، استسهل بعض الفنانين عملية إنجاز أعمال تتماشى مع شكل المعروض ومادته (الميديا). بعض المؤسسات هيأت الظروف لإنجاز أعمال موجهة، فكانت أبرز الخطوات تتمثل في تبني فنانين أو هواة يستجيبون عادة إلى رغباتها وتوجيهها ومعها كانت المعارض المخصصة لمجموعة ما بعينها قد تملي على بعضهم الأفكار. أما الفنانون الأكثر خبرة وحضورا في الساحة فكانت المحاولة مع بعضهم محدودة لأنهم ربما يبعثون شروطهم على تلك القاعات أو المؤسسات، وبالتالي لا تستمر العلاقة إلا لمصلحة أو فائدة. الفنانون المنتمون للمؤسسات مع الفرص التي تتاح لهذا الشكل الجديد بدأوا يتفهمون المطلوب، ومعه تفكيرهم في طرائق إنجاز أعمال بعضها كبيرة الحجم أو المساحة، لا للتعبير عن الفكرة بقدر مواكبة قسر الأفكار، والأشكال التي منحت مساحات عرض كبيرة، بل إن من سمات بعض الأشكال الجديدة في الفن المتأخر هو الحجم والإثارة به، بجانب الأفكار التي قد يتم إقحامها على العمل بغرض التأثير أو الإقناع، وقد شاهدت مثل ذلك في مناسبة كبيرة شهدتها العاصمة قبل أشهر، وأحيانا كانت شكلا أكثر منها مضمونا وأداء فنيا عالي المستوى، هذا لا ينفي تفكيرا وإنجازا إبداعيا أراه عند قليل من الأسماء المحلية.
[email protected]