التدريب مهمة عظيمة ولها أدوار تطويرية متعددة، ولكن من خلال الواقع المشاهد هناك من يظلم التدريب ويشوهه، إما بتقديم من لا يستحق، أو بتقديم ما لا يستحق، فعدد ممن يحمل اسم مدرب هو بعيد عن التدريب حتى ولو حصل على شهادة إعداد مدربين بمبلغ وقدره، ومن المدربين من لا يقدم شيئا يُذكر، فهو ضعيف المعلومة ركيك العبارة كثير الوقفات، إما لأنه لم يحترم من أمامه فلم يحضّر الموضوع تحضيرا جيدا، أو لأنه يدرب في تخصص لا يتقنه ولكن الطمع أو تأدية الواجب دفعت به لذلك، وقد يسعى لتغطية العجز بالتذاكي على المتدربين من خلال كثرة الأنشطة التي تصبح على مدار الثانية حتى يمر الوقت ويتخلص من العبء الذي يحمله، ومثل هذا عندما لا يعتني المدرب باختيار الأنشطة التي تتناسب مع المتدربين، فيقدم أنشطة مستنسخة من مجتمعات غير مجتمعاتنا قد تحمل ما لا يليق بمقدمها والمشارك فيها.
ومن تشويه التدريب عندما يظن المتخصص أنه يستطيع التدريب، فيحمل المعلومة ولكنه لا يحسن العرض، وبالتالي تتحول الدورة إلى محاضرة، شرائح مزدحمة بالكلام، وعرض من طرف واحد، حتى يتمنى المتدربون نهاية وقت الدورة، وقد لا تنتهي!
يجب ألا ننفر الباحثين عن الفائدة والرقي بالذات من خلال حضور الدورات التدريبية، فالتدريب هو مجموعة من الجهود والنشاطات التي تهدف إلى إعطاء المتدرب المزيد من المعلومات، والمعارف، والمهارة، والخبرة التي تحسّن وترفع مستوى أدائه في العمل، أو تطوِّر ما لديه من خبرات ومهارات حالية يستفيد منها في عمله الحالي أو تعدّه لعمل في المستقبل.
والمعلومات والمعارف والمهارات والخبرات تحتاج لمدرب متمكن، ولا يمكن أن يستغني عنها أحد أيا كان موقعه، وأيا كان عمره، ولذلك لابد أن يعتني المدرب قبل المتدرب بسبل نجاح الدورة، فيأخذ الموضوع الذي يناسبه، ويحرص على جمع المعلومات ذات العلاقة به مع ضرورة الاطلاع على آخر الدراسات العلمية، ويتفنن في تحويل هذه المعلومات إلى مادة تدريبية مقدمة بما يناسب، يجملها عرض راقٍ جميل، وأنشطة مبتكرة تجذب وتثري.
أيها المدربون! لا تشوهوا التدريب، فالتدريب جميل ولا يستحق ما يفعله به البعض!
@shlash2020