ومنذ أن أصبت بالرعشة في اليدين وأنا لا أستطيع التعامل مع من أحب. حرمتني الرعشة من حبي، وعندما تنحرم من حبك يصبح سبب الحرمان بغيضا.
عندما أريد ممارسة عشقي/ الكتابة، أكرر بعض الأحرف وأحيانا أكتب الحرف الذي بجانب الحرف الذي أقصده مثل أن أكتب خب بدلا من حب أو أكرر الحرف مثل ععشق بدلا من عشق!!
••• الخروج بأقل الخسائر صعب بالنسبة لي.
والعشق الآخر هو شرب فنجان القهوة السعودية الصغير!!
كنت أرفعه فيبدأ بالاهتزاز ثم التناثر!
أشتهي القهوة فلا أستطيع شربها لأنها تتناثر من يدي. أحاول أن أمسكها باليدين فلا تنجح هذه الحيلة دائما. إذا تم تقديم الفنجان لي امتنعت «ونفسي تشتهيه»، والغريب أن الرعشة باليد اليسرى أكثر من اليمنى.
••• أما الغذاء والعشاء فله قصص أخرى معي.
لا يمكن أن أتناول الطعام دون أن أستخدم سفرتين: سفرة للأكل وأخرى بلاستيكية لحضني حتى لا يسقط الأكل على ثوبي فيتسخ!
أما الأعراس فلها أيضا حكاية، فلا يمكن أن أطلب سفرة في الأعراس. أخجل أن أطلبها في كل عرس كما أن مطاعم الأعراس لا تملك سفرة لي ولأحضاني!!
وعندما أتناول الطعام أقدم رأسي إلى الطاولة حتى لا يسقط الطعام ويتسخ ثوبي.
ها أنا أردت أن أكتب (فيتسخ)، فكتبت (فينسخ) وهو الحرف القريب من التاء.
الشرب من الأكواب له تكنيك خاص. لا أرفعه للشرب بل أحتفظ به على الطاولة وأشربه بالمزاز لكن المزاز لا يتواجد دائما.
هناك حل يجدي مع شرب الشاي، وهو أن أطلب من النادل كأسا ورقيا مغلقا ومعه “مزاز” كي أشرب الشاي دون أن يتبعثر!.
••• أحدهم في «تويتر» كتب (ينتقدني) لأن يدي ترتعش!
وهذا شيء عجيب، فكيف يعيب الناس على الناس بالأمراض؟!
أسمح للأبرياء أن (يعلقوا) لأنهم لا ينتقدون بل يعلقون ببراءة.
قال لي البريء راكان (٦ سنوات): «أنت وش فيك يا عم امسك يدينك لا تهتز»
وضحكت!!
فهو يعتقد أن باستطاعتي أن أمسك الهزة، ويا ليتها كانت هكذا، فلو كان الأمر بيدي لارتحت من التردد على أسرة ومكاتب الأطباء.
••• ذهبت لأطباء عديدين فاختلفوا في تشخيص حالتي. أحدهم قال إن السبب وراثي، وآخر شخصها بسبب الحبوب التي آخذها. قللنا الحبوب وأخذت دواء خاصا بالرعشة فلم تعد يداي كما كانت.
أما الجوال فهو صديق الأرض... تتلقفه أمنا الأرض بعد أن تبدأ الرعشة... يسقط ناحيتها أحيانا.
••• لكن هل الحالة «باركنسون» وهو مرض يصيب الجهاز العصبي، ويؤثر في الحركة. تبدأ الأعراض تدريجيا، ويبدأ المرض غالبا برجفة تكاد تكون غير محسوسة، وغير مرئية بإحدى اليدين، أو ربما بتيبس في العضلات.
في المراحل المبكرة قد يظهر وجه المصاب دون تعبيرات، ويضعف نطقه، وتزداد الأعراض سوءا كلما تفاقم المرض.
قال لي الأطباء إن المرض ليس باركنسون.
إذن... ما هو؟!
اختلف الأطباء فاختلفت!!
••• نهاية
لا أحد يعرف ماهيتك، ولا يعالجك إلا ربك. هو يقول «كن فيكون»، فيارب عافني..
@karimalfaleh