في هذا المقال سأتطرق لملاك المنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر، وكتعريف شخصي سأطلق على تلك المنشآت مسمى «المنشآت اليتيمة»، حيث إنها كانت تحظى بدعم غير مسبوق من خلال مبادرات عديدة من هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، وأهم تلك المبادرات كانت مبادرة استرداد الرسوم والتي كان لها دور كبير وقوي لدعم تلك المنشآت خلال 3 سنوات سابقة «تخللتها سنة شبه ضائعة» وهي سنة أزمة فيروس الكورونا، وفي نهاية العام الماضي انتهت مدة هذه المبادرة، والتحديات في الوقت الحالي لملاك تلك المنشآت تعتبر أكبر من السابق.
نظرا لكثرة التحديات الحالية التي تشهدها الأسواق العالمية بالوقت الحالي، نتطلع بأن تكون هناك مبادرتان لتلك المنشآت اليتيمة شبيهة بمبادرة «استرداد الرسوم» وذلك على النحو التالي، مبادرة للمنشآت حديثة التأسيس منها ولمدة لا تقل عن 3 سنوات، ومبادرة خاصة بالمنشآت التي دخلت في مرحلة النمو المتسارع ولمدة لا تقل عن 5 سنوات، وشخصيا متفائل جدا بجهود وتحركات هيئة «منشآت» خلال الفترة المتبقية من هذا العام حتى تتضح خارطة الطريق لملاك تلك المنشآت لاستغلال الفرص العديدة والمميزة المتسارعة داخل المملكة.
إضافة لما ذكرته أعلاه، تلك المنشآت تحتاج لاحتضان أكبر من السابق، وتحسين صورتها بعدم التعميم على وجود التستر فيها بشكل منفرد، وينبغي حمايتها عند قيام ملاكها بالتبليغ عن حالات التستر التجاري والذي يضر تلك المنشآت تنافسيا وتشغيليا، وتخصيص اجتماعات دورية مع مسؤولي الجهات الخدمية ذات العلاقة للوقوف على حلول لأبرز التحديات التي تواجه ملاك تلك المنشآت، والأهم من ذلك أن تكون هناك تحركات فعلية وليس إعلامية فقط.
هناك مؤشرات اقتصادية عديدة تخص تلك المنشآت، من أهمها مؤشر استدامة التوظيف الذاتي لملاكها، والتحكم بهذا المؤشر ليس بالأمر السهل، وحتى نرفع من معدلات استدامة التوظيف الذاتي لتلك المنشآت من المهم وجود دعم ومبادرات مادية مستدامة على مراحل تبدأ من التأسيس ومن ثم النمو والتوسع.
هناك ملفات أخرى تخص ملاك تلك المنشآت ولا يكفي مقال واحد لسردها، من أهمها على سبيل المثال، نظرة البنوك لملاك تلك المنشآت عند التعامل معهم في المنتجات التمويلية الشخصية، إضافة لدعم وزارة الإسكان خاصة أن العديد من ملاك تلك المنشآت لا يمكن لهم الاستفادة من برامج وزارة الإسكان بسبب تسجيلهم كملاك للمنشآت في سجلات التأمينات الاجتماعية.
ختاما، حتى نرفع من مستوى تلك المنشآت وندعم استدامتها، من المهم أن نتفق على أن الدعم للمنشآت وملاكها التي أكملت سنوات من تأسيسها أهميته أكبر من الدعم للمنشآت الحديثة والتي يتركز الدعم عليها بشكل أكبر.
@Khaled_Bn_Moh