صدِّق أو لا تصدق: هناك مَن لا يعرف جاره في مجتمع مثل مجتمعنا! وصدِّق أو لا تصدق: هناك مَن يمرض جاره وهو لا يدري، وقد يموت جاره ولا يعرف إلا من السيارات المصطفة عند باب الجار، وصدِّق أو لا تصدّق: هناك مَن يتقلب في النِّعم وجاره بأسوأ حال!، وصدِّق أو لا تصدّق: هناك مَن يشتكي جاره من أجل موقف سيارة!
كثيرة هي الصور التي لا نتمنى وجودها في مجتمعنا، ومع ذلك هي موجودة، وإن كانت بنسبة قليلة، ولكن مجرد وجودها خطر ولا يليق بما التزمنا به وما تربينا عليه!
يجب أن نقوّي أواصر ارتباطنا بجيراننا بالتعرف عليهم بداية من المسجد والزيارة، ويجب ألا نغيب عن مناسباتهم ولا يغيبوا عن مناسباتنا، ويجب أن نتفقد أحوالهم، ويجب أن نتسامى على مشاكل الصغار فلا نتبع كل شكوى من ابن الجار، ويجب أن نحرص على اجتماع أسبوعي مع الحارة، سواء بعد صلاة الجمعة أو بعد مغرب أي يوم من الأيام يسعى به إمام المسجد أو أحد الكبار، ونحرص على حضورها مهما كانت المشاغل، وكلما كانت عفوية وبعيدة عن الرسمية كانت أفضل وأدوم، وقد رأيت هذه العادة الجميلة والكريمة في أكثر مدننا فضلًا عن قرانا التي ما زالت تتميز بالترابط والتواصل مع ضرورة الحرص على بقاء هذه المكرمة.
عندما عرض على أحدهم بيت في حي مميّز وبسعر مُغرٍ، ردَّ قائلًا: ولكن مَن لي بمثل جاري فلان الذي كلما سافرتُ طرَق باب بيتي يسأل أولادي: هل تحتاجون شيئًا؟!
قال لقمان «عليه السلام» لابنه: يا بُني حملت الجندل والحديد، وكل ثقيل، فلم أحمل شيئًا أكثر من جار السوء، فارحموا جيرانكم يرحمكم الله.
@shlash2020