والشباب يمثلون نصف عدد سكان العالم، ومن المتوقع في عام (٢٠٣٠م) أن تصل نسبتهم إلى (٥٧ %) وهي نسبة عالية، ولذلك تحتاج منا إلى الاهتمام والتخطيط المسبق والفعال.
وأما بحسب الهيئة العامة للإحصاء للتقديرات السكانية (2020م) فإن نسبة الأطفال والشباب في المملكة تبلغ (٦٧ %). والذين تتراوح أعمارهم بين سن (١٥ إلى ٣٤) فتبلغ نسبتهم في المجتمع (٣٦.٧ %). أي أن الجيلين الحالي والقادم معظمهم من الشباب، فهم الثروة الحقيقة في تنمية البلاد، وفي تحقيق رؤية (2030). ولذلك نجد العديد من البرامج والمبادرات تدعم هذه الشريحة من المجتمع التي تمثل الأغلبية السكانية.
ومن مميزات الشباب الحماسة والحيوية والنشاط، وسنجد أن فئة منهم تساهم بشكل ملحوظ في الأنشطة الاجتماعية والثقافية. وهم يعتبرون أيضا الوجه المشرق والمشرف في العديد من الأعمال التطوعية والخيرية.
وتلك الحماسة المتوقدة هي التي تحسر عليها الشاعر حين قال: بكيت على الشباب بدمع عيني... فلم يغن البكاء ولا النحيب! ولذلك على الشباب أن يعوا أن أيامهم هي الفترة الذهبية للتحصيل العملي والمعرفي، ولاكتساب خبرات من الحياة ومن تجارب الآخرين (العاقل من اتعظ بغيره). لأن الواقع يؤكد أنه بعد تجاوز سن الأربعين يفتر الحماس والنشاط (إلا فيما ندر) لأن الحياة بعد ذلك تكثر فيها المسؤوليات والارتباطات المتنوعة وعلى مستويات متعددة. من هنا نردد دائما أن أخصب فترة للنمو والتحصيل والاجتهاد هي فترة الشباب، والذي يحسن التخطيط والعمل في هذه المرحلة ستجده أكثر إنتاجا وثباتا في مراحل أخرى متأخرة من العمر.
ولا يعني هذا أن من تجاوز سن الأربعين فقد الفرصة والحماسة، ولكن الأصل أن الإنسان يبدأ بقاعدة صلبة حتى يحقق أهدافه وطموحاته بشكل منظم وأكثر أريحية. ويمكنه أيضا أن يتمتع أكثر بعد سن الخمسين إذا استعد مبكرا لهذه المرحلة من حياته. ويقول عباس محمود العقاد عن مراحل العمر: «إن الثلاثين سن التحصيل، وإن الأربعين سن الجمع والثروة، فالذي يُقَال في الخمسين إنها سن التصفية و(عمل الحساب) ليعرف الإنسان نصيبه من الربح ونصيبه من الخسارة».
ولكن سيظل الشباب شباب القلب والروح متواجدا في مختلف مراحل العمر، ويُذكر عن الشاعر والروائي الفرنسي فيكتور هيجو أنه قال: سن الأربعين هو شيخوخة الشباب، وسن الخمسين هو شباب الشيخوخة!
تويتر abdullaghannam@